كنت أمني نفسي بأن أقضي اجازة سعيدة وممتعة خارج المملكة بعد عام ونصف .. من شديد المعاناة والاحتباس القسري المنزلي .. والتباعد الاجتماعي .. والتعقيم والتطهير المستمر لأيدينا ووجوهنا وملابسنا وأدواتنا التي نستعملها .. بل كدنا أن نشرب المواد المطهرة إمعانا في طرد فيروس كورونا عن أجسامنا.
وصعدت أنا وأصدقائي إلي الطائرة .. وللحق كانت الطائرة والعاملون عليها نموذجا لتطبيق التعليمات الخاصة بالنظافة والتطهير والتعقيم .. في كل شيء تقع عليه العين أو تلمسه الأيدي .. وأيضا إجراءات المطار في مدينتي السفر والوصول .. كانت مطمئنة إلى حد كبير.
ووصلت إلى غرفتي في الفندق .. ووجدتها لا ترقى إلى مستويات النظافة الضرورية والمتوقعة .. حيث كان هناك بعض أعمال الصيانة والبناء تجري أمام الغرفة وكان الغبار والأتربة تحيط بي من كل مكان .. بالرغم من أن نسبة إشغال الغرف المسموح بها في الفندق هو 50%.
وكان على شاشة التلفاز في الغرفة رسالة مرئية ترحب بالضيف وتطمئنه على أساليب النظافة والتعقيم والتطهير التي يتبعها الفندق .. إلا أنني شاهدت العديد من التناقضات بين ماهو معلن والتطبيق علي أرض الواقع .. وأهمها أن ملايات الأسرة وأغطيتها ليست معقمة أو حتى مغلفة .. بل هي معرضة للمس والأتربة والغبار !! .. ولقد شكل هذا الإهمال صدمة كبيرة بالنسبة لي .. وعكر صفو مزاجي طوال فترة إقامتي خوفا من تعرضي لعدوي المرض لا قدر الله .. وغير هذا الأمر كثير.
العديد من الدراسات أثبتت أن قائمة إفساد المتعة أثناء رحلات الإجازات لا حصر لها .. وأن من يستطيع أن يتحملها ويتعامل معها فهو سعيد الحظ .. حيث أن النسبة الكبرى من الموظفين والعاملين الذين يؤدون الخدمة ونتعامل معهم .. هم أسباب تعاسة وإفساد المتعة .. هذا إلي جوانب اخري أختصرها في النقاط التالية.
•• التسعيرة المبالغة في المأكولات والمشروبات وعدم نظافتها وسوء خدمات تقديمها.
•• مراتب الأسرة والمخدات غير المريحة وألتي تتسبب في آلام الظهر والرقبة والصداع.
•• الضوضاء الشديدة في ردهات الفندق وصالات الطعام ونشاط وحركة الأطفال المفرطة أثناء تناول الطعام أو الاسترخاء .. إلى جانب أصوات الموسيقي الصاخبة الصادرة من الغرف المجاورة.
•• الإضاءة السيئة في الغرف والحمامات وضيقها وسوء تهويتها ..
•• عدم وجود شبكة إنترنت قوية وسريعة .. مما يسبب تأففا وضيقا للنزلاء والزائرين ..
•• أهمية السرعة في تلبية الإحتياجات وتقديم الخدمات أمور أساسية .. وخصوصا أن وقت السائح محدود جدا .. فهو في عجلة من أمره دائما.
•• الرفيق مهم جدا في السفر .. وليس كل صديق او زميل تكون رفقته ممتعة .. فهناك أشخاص يجعلون من السفر متعة وذلك بتحويل مشاكل السفر والإقامة إلي لهو وضحك ولعب .. بل ويخترعون النكات والطرائف حولها بدلا من التضجر والغضب المفرط .. لقد أثبتت الدراسات أنه يستحيل أن تكون رحلاتنا وأجازاتنا خالية 100% من المنغصات .. ولكن ما يخفف من أثرها السلبي .. هو طريقة تعاملنا معها.
وأخيرا .. على الأزواج ان يحرصوا على الإستمتاع برحلات الاجازات .. وأن يؤجلوا مناقشة مشاكل حياتهم المنزلية اليومية لما بعد الاجازة .. وأن لا يخوضوا فيما يعكر صفوهم ويفسد متعتهم.