متابعات

عطور بأيد ناعمة

جدة ـ البلاد

ترتبط ثقافة التعطر والتبخر في الشعب السعودي منذ آلاف السنين, وهي ثقافة متأصلة ما زالت مستمرة في الأجيال الحالية أيضا, وهو ما يجعل تجارة العود والعطور من أنجح التجارات، وذكرت الإحصائيات الرسمية أن معدل النمو السوق السعودي للعطور 9.4 % سنويا، ونتج عن ذلك أن سوق تجارة العطور بالسعودية أصبح من أكبر الأسواق في الخليج العربي وعلى الرغم من وجود آلاف التجار والمستوردين أصحاب الأسامي الضخمة, إلا أن السوق مفتوح ويتيح المنافسة للجميع, بل ويشجعهم. حيث يشكل سوق العطور 31 % من إجمالي سوق التجميل في السعودية.

ونجد أن القدرة الشرائية للسوق السعودي عالية جدا مقارنة مع بقية دول الخليج العربي, وذلك لأسباب عدة منها زيادة التعداد السكاني, وحب الشعب السعودي للعطور بشكل كبيرة, وهو ما يدفع للعديد من الأسواق العربية والعالمية للتنافس في هذا السوق التي تصل أرباحة إلى 5 مليارات ريال سنويا.
وسوق العطور في السعودية لا يقتصر على البيع فقط, وإنما في تصنيع العطور أيضا, فهناك العديد من المصانع التي تصنع أفخم أنواع العطور, وهو ما يجعل من السهل البحث عن مورد لبدأ تجارتك.

وعلى مدار العام تتسابق المراكز التجارية والأسواق في مختلف مناطق المملكة على تقديم أفضل العروض والتخفيضات لجذب المتسوقين لاقتناء عود البخور ودهن العود للتعطر ، ويزاد الأقبال على محلات العطور والعود والبخور في مواسم الأعياد والإجازات بوصفهما من التقاليد العريقة المتعارف عليها في أنحاء المملكة والعالم العربي، وتختلف أنواعها وروائحها العطرية بحسب البلد المنتج لخشب العود. ويبرُز من بين أنواع العود «العود الموروكي» الذي يستخرج من بعض غابات منطقة أريان بإندونيسيا، و»العود الهندي» الذي يوجد بكثرة في شمال شرق القارة الهندية، ويتميز بالعروق السوداء المنقوشة في خشبه، علاوة على عود «الكلمنتان» نسبة إلى جزيرة كلمنتان في شرق إندونيسيا، وتسمى العطور المتسخرجة منها بالعطور الشرقية.

يقول أحد باعة البخور في منطقة البلد بوسط أن رغبات وأذواق المستهلكين تختلف من شخص إلى آخر فمنهم من يُركز على العود الطبيعي من حيث الجودة والنقاوة لكسر العود ومنهم من يهتم بالرائحة العطرية المنبعثة من العود ما بين الطبيعي والصناعي.

وأضاف أن الطلب يزداد بشكل في مواسم الأعياد على شراء أنواع البخور المختلفة ودهن العود والمهلول والمبثوث والتي تختلف أسعارها باختلاف النوع والندرة والوزن ودرجة البخور والرائحة والانتشار والثبات في الملابس، بينما تبدأ أسعار بعض أنواع البخور من 120 – 200 ريال، وقد تصل إلى 350 ريالًا للأوقية أي ما يعادل 30 جرامًا ، وترتفع بحسب جودة ونوع العود إلى آلاف الريالات للكيلو الواحد ومنها ما يُباع بالثمن أي ما يعادل 125 جرامًا.

بدوره أشار بائع آخر إلى أن أنواع البخور تحظى درجاتها بمسميات عديدة منها : السوبر ، والمالينو ، والنقوة، والموري ، ولكل متسوق مزاجه الخاص لنوع معين من هذه الأنواع فمنهم الخبير بأنواع العود المختلفة ودرجاته ويأخذ بكميات كبيرة ومنهم من يطلب نوع محدد لتجربته السابقة لهذا النوع، ومنهم من يطلب استشارة ونسعى خلالها بأن نقدم له ما يرضيه من أجود أنواع من البخور .

وتطرق في حديثه إلى دهن العود مُفيداً أن أحجام عبواته وتسمى بالتولة تتدرج من عبوه كبيرة وهي عبارة عن 12 جرامًا ووسط عباره عن 6 جرامات وربع توله وهي أكثر مبيعاً بين العبوات وتزن 3 جرامات ويتم حفظها في قارورة زجاجية، ويتميز النوع الصافي أو الخالص الذي لم يتم خلطه أو إضافة أي مكونات أخرى عليه بسعره الغالي ورائحته الزكية التي تستمر لفترة طويلة .


وعن كيفية معرفة الأجود من دهن العود أبان أن لونه يكون بحسب الخشب الذي يتم تقطير الدهن منه فأحيانا يكون مائلا للون الأحمر الغامق وأحيانا يكون بنيا مائلا للسواد وبعضها يكون ذا رائحة بخورية وخشبية ، ومنها العود الهندي وبعضها يتميز برائحة حادة ويكون في النوع الكمبودي وأنواع أخرى مثل : الجابورا، والسمباوا . وخلص سالم اليوسف في حديثه إلى القول إن أسعار دهن العود تبدأ من 200 ريال لربع التولة في نوع اللاوسي الإندونيسي وتصل إلى 400 ريال في الدهن الهندي السيوفي والكمبودي المعتق ، والكلمنتان القديم، وأحيانًا إلى 500 ريال للكمبودي الملكي المعتق، وسعر نصف التولة الطائفي الأصلي يصل إلى 800 ريال، وسعر التولة كاملة لأنواع دهن العود تتراوح من 3 آلاف إلى 5 آلاف ريال، لافتاً النظر إلى أن هذه الأسعار قد تختلف من محل لآخر حسب العروض وجودة المنتجات. كما تسجل مبيعات البخور ودهن العود بمختلف أنواعه.

وتشير الإحصائيات إلى أن العود كان يأتي قديما للمملكة من الهند ثم أصبح يوجد في جزر ومناطق مختلفة من العالم واكتسب الناس ثقافة في هذا الجانب مما أدى لزيادة في استخدام البخور والعود ، وأصبح من العادات المتأصلة لسكان الجزيرة العربية الذين يشتهرون بالكرم حيث لا يخلو بيت من البخور والعود تكريما للضيوف.

‏وأضاف الغامدي أن العود من الأشياء التي تكنز قديما مثل الذهب والفضة وكانت أعواد الخشب والأدهان الصافية تسمى بيور وكل ما زادت مدة بقاء العود زاد رونقه وجماله وقوته وثباته ويسمى « معتق « ويمكن للعود أن يبقى 10 أو 15 سنة حتى 50 عاما يصبح وقتها ذا جودة عالية ويرتفع سعره . كما إن شجرة العود تعمر من خمس سنوات إلى 50 عاما وأكثر ‏وتزرع بشكل كبير في عدد من الدول مثل الهند وتايلاند والنيبال وبورما ‏وماليزيا وإندونيسيا ‏ويسمى أغلب الأنواع المستخرجة من الأشجار العود الطبيعي المستزرع ‏ويتم تسخين العود لمدة 14 يوما على نار معتدلة تساعد على استخراج الدهن من الخشب‏ حيث يكون الدهن الطبيعي خفيفا‏ وكلما كان الخشب من النوع الممتاز زاد سعره، حتى يصل ‏سعر التولة من 300 ريال إلى 5000 ريال ‏وإلى أكثر من ذلك إذا كان دهن العود من النوع المعتق والنادر‏.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *