الرياض- خالد بن مرضاح
جذور عميقة وعريقة ترحب بامتداداتها السماء، وتغرس جذوعها بثبات لتكون شاهدًا تراثيًا وثقافيًا يتسع ويمتد ويشكل أكبر الواحات في العالم، إنها الأحساء التي تستعير اسم النخلة لأنها موطن النخيل والظلال والتمور، الأحساء التي تغلب خضرتها صحراويتها، وتروي بعيونها المتدفقة كل شبر في أرضها حتى تفيض بسحرها وزلالها.
في الأحساء ستلتقط ذاكرتك لحظات من التاريخ، فطبيعة تضاريسها وما تتسم به معالمها الأثرية ستعيدك إلى ماض تتلمس أصالته وتعيش أزمنته البعيدة، تتنفس الصلابة وأنت تصعد الجبال الشامخة، تخطف الدهشة حواسك وأنت داخل مغاراتها الواسعة ومتاحفها الشعبية، وتعانق الموج بإحساسك وأنت تنصت لقصته الطويلة مع المد والجزر.
على أطراف الأحساء يمتد الماء وتكبر بحيرة، في قلب الأحساء يتسامق النخل وتحمل في عذوقها التمور، وعند أهل الأحساء يكون الترحاب والسخاء والطيبة والتباهي بتاريخ المكان الذي كلما تقادم عليه الزمان أصبحت قصته أكثر إلهامًا وروعة.
الأحساء حكاية الانتماء ودلالة الهوية، ايقونة الأصالة ولؤلؤة الساحل الشرقي التي استقرت في الصحراء لتكون واحة ومزيج من الريف ونسيم البحر، المكان الذي يبدو كما لو أنه تلويحة ومنارة للسفن على هيئة حقل ممتد من النخيل. لذلك أنت على موعد مع طبيعة يجذبك كل ما فيها، تعيش معها الماضي والحاضر والمستقبل في لحظة، وتستأنس بتنوعها المغري للاكتشاف والركض والتسلق والعوم والتأمل الطويل، ولن يحظى الوقت بانتباهك لأنك مأخوذ بموسيقى جداولها وعيونها، وشاعرية رمالها.
لكل ذلك، أعلنت الهيئة السعودية للسياحة عبر منصة “روح السعودية” عن إطلاق برنامج صيف السعودية 2021م تحت شعار “صيفنا على جوك”، خلال الفترة من 24 يونيو وحتى نهاية شهر سبتمبر في 11 وجهة سياحية من بينها الأحساء، ويقدم من خلالها ما يزيد عن 500 تجربة سياحية عبر أكثر من 250 شريكًا من القطاع الخاص.