جدة – حليمة أحمد – ياسر بن يوسف
احتفل العالم، أمس الأول(25 يونيو من كل عام)، باليوم العالمي لمرض البهاق، لتوعية المجتمعات بالمرض وأعراضه وأسباب الإصابة به. والبهاق أحد أمراض المناعة الذاتية التي تتطور تدريجياً مع مرور الوقت، حيث يفقد المصاب لون الجلد على شكل بقع فى مناطق مختلفة من جسمه.
الفرق بين البهاق والبرص
أوضح طبيب الأمراض الجلدية والحقن التجميلي والليزر الدكتور عبدالله العقيّل الفرق الكبير بين البهاق والبرص، فالبهاق مرض مكتسب أي أنه يظهر بدون عامل وراثي أساسي وبسبب خلل المناعة وهجومها على الخلايا الصبغية لأسباب غير معروفة حتى الآن وهو مرض له علاج أما مرض البرص فهو وراثي يورث بسبب خلل جيني معروف وعادة ما يظهر في العائلات المعروف عندها وجود الطفرة ولا علاج له.
وأشار الدكتور إلى المفاهيم الخاطئة لمرض البهاق قائلا : كثير من المفاهيم الخاطئة تنتشر حول هذا المرض البسيط أولها أنه مرض يورث للأطفال وهذا غير صحيح لأن عامل المناعة هو العامل الأساسي والوراثة لها دور فرعي فقط ، وثانيها: أن مرض البهاق هو مرض معدي وهذا غير صحيح بتاتاً لأنه ليس بسبب ميكروب وإنما خلل مناعي ، وثالثها أن البهاق يحدث بسبب الصدمات النفسية الشديدة أو روعة وهذا لم يثبت حتى الآن.
وأضاف أن علاج البهاق يحدد حسب مساحة انتشاره فاذا كانت صغيرة يكفيه علاج موضعي بشكل كريمات موضعية توضع بشكل يومي بنتيجة ممتازة واذا كانت مساحة انتشاره واسعة فالعلاجات الأقوى والأكثر كفاءة تستخدم مثل العلاج الضوئي أوالبيولوجي وفي بعض الحالات يكون الحل الافضل التخلص من اللون الاصلي واعطاء كريمات موضعية تزيل الصبغة الأصلية وتوحد اللون ، وحتى الان العلم لم يتوصل إلى علاج ذي كفاءة عالية يعالج المشكلة بشكل جذري في وقت قياسي ولكن الأبحاث جارية على قدم وساق. وبين أنه لا يعارض العلاج بالأعشاب بشرط أن تكون هذه الأعشاب مدروسة وموثقة من جهات علمية ومحدد فوائدها وأضرارها مضيفاً:” ليس هناك، على حد علمي، أعشاب عالجت هذه المشكلة وأما وجود الاضرار فنعم وهي كثيرة وخصوصا الاعشاب التي تصرف من غير اشراف طبي.”
ونصح الدكتور عبدالله العقيّل المصابين بالبهاق بالتفاؤل لأن مشكلتهم تحتاج إلى شخص متفائل بروح عالية لكي يتعايش مع المرض ويتقبل العلاج الذي قد يستمر لعدة اشهر، والثقة بالنفس فليس لديهم سبب يجعل ثقتهم تهتز لأنه ما يعانون منه هو فقط خلل باللون ولا غير ذلك.
أعراض مبكرة
وفي ذات السياق أوضحت استشارية الأمراض الجلدية والتجميل الدكتورة سمارة ميمش أن البهاق مرض جلدي يؤدي إلى فقدان الجلد لونه الطبيعي وتظهر على شكل بقع فاتحة اللون في اي منطقة في الجسم وغالبا بشكل ثنائي، بالإضافة أنه قد يؤثر على لون الشعر أو العين في بعض الأحيان. وأضافت أن الأعراض تظهر في ٥٠٪ من الحالات قبل سن ٢١ عاماً ويؤثر على النساء والرجال بالتساوي ولا توجد دراسات محلية على مدى انتشاره في المملكة. ولفتت إلى أن الأسباب غير معروفة ولكن يكون الشخص اكثر عرضة للمرض في حال وجود بهاق في العائلة أو اذا كان يعاني من أمراض المناعة الذاتية. واستطردت قائلة:” حماية البشرة من اشعة الشمس ضروري لمرضى البهاق باستخدام الملابس الواقية، القبعات والواقي من الشمس بشكل يومي ربع ساعة قبل الخروج من المنزل وكل ساعتين أو إذا ابتل الجلد لحمايته من سرطان الجلد و تجنب استخدام ليزر إزالة الشعر و الكريمات المبيضة أو الخلطات غير المرخصة.
الوعي المجتمعي مهم
أما الاخصائية الاجتماعية دعاء زهران فتؤكد أن البعض قد يصاب بالبهاق أثر تعرضه لصدمة عصبية أو نفسية أو عند مرحلة البلوغ، وقِلة ثقافة المجتمع ووعيه الصحيح بهذا المرض سبب تنمر أفراده على البعض مما قد يسبب لمصاب البهاق العزلة وعدم الرغبة في مواجهة الجمهور بسبب عدم ثقته بنفسه وجميع هذه الترسبات والضغوطات رباها جهل أفراد المجتمع به، فالبعض يتقزز ولا يسلم ولا يخالط ولا يلامس المصاب بالبهاق خوفاً (من العدوى) أو نقل المرض، والحقيقة منافية تماماً فهو لا ينتقل باللمس ولا المصافحة ولا عن طريق الملابس بل هو فقط نقص في مادة الميلانين. وأضافت:” كم تسبب الجهل وعدم الوعي بالضرر للكثيرين، فنحن نعيش في مجتمع، نظرة بنظرة أو حركة أو همسة، قد تكون سبباً في تدمير ثقة من أمامك في أنفسهم لقلة وعيك وثقافتك فلا تجعل جهلك يدمر مجتمعك، ونصيحة لمصابي البهاق ثقتك العالية وإيمانك القوي بالله سيجعلك تواجه وتتقبل ما أصابك بروح راضية ونفس متقبلة ، ووعيك بنقص مناعتك، يقودك بأن تكون أنت المثقف والموجهة لكل من حولك لشرح المعنى الحقيقي للمرض وتكون أنت صوت وإحساس ومشاعر المصابين به، كن أنت القدوة كن أنت الفخر كن أنت صاحب الشجاعة والطموح ليتعلموا منك”.
فيما نفى طبيب الجلدية الدكتور هيثم محمود شاولي، وجود أية علاقة بين مرض البهاق والإصابة بسرطان الجلد، موضحًا أن مرض البهاق أو ما يعرف بالبرص غير معد ولا يسبب سرطان الجلد ، وأن سبب حدوثه هو موت أو توقف عمل الخلايا الصبغية التي تنتج الميلانين، وتختلف الحالة من شخص لآخر، حيث لا يمكن التنبؤ بمعدل تأثر الجلد وفقدان اللون به، حيث يؤثر في جميع أنواع البشرة؛ لكن قد يكون أكثر وضوحًا في ذوي البشرة الداكنة.
أنواع البهاق
وقال إن هناك ثلاثة أنواع للبهاق وهي: البهاق غير القطعي ، ويرتبط بشكل وثيق مع ظروف المناعة الذاتية؛ حيث يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة خلايا الجسم مسببًا بقعًا بيضاء في جميع أنحاء الجسم، والبهاق القطعي، ويقتصر على جانب واحد أو منطقة واحدة في الجسم، وعادة ما يبدأ في عمر مبكر والبهاق الشامل (المنتشر) ويشمل معظم أعضاء الجسم. ولفت إلى أن عوامل الخطورة تتمثل في اضطراب في الجهاز المناعي ، التاريخ العائلي ، مرض المناعة الذاتية، (مرض الغدة الدرقية أو داء الثعلبة) ، أما الأعراض فتتضمن العلامة الرئيسة له فهي فقدان لون البشرة وعادة على المناطق المعرضة لأشعة الشمس، مثل اليدين والقدمين والذراعين والوجه والشفتين، كما تتضمن فقداناً غير مكتمل من لون البشرة وظهور بقع بيضاء اللون ، ظهور لون أبيض على فروة الرأس أو الرموش أو الحاجبين أو اللحية ، فقدان اللون في الأنسجة (الأغشية المخاطية) داخل الفم والأنف ، تغيير لون الطبقة الداخلية من مقلة العين (الشبكية) ، تلون الأوعية الدموية تحت الجلد باللون الوردي. وعن العلاج أضاف:” يوجد العديد من الخيارات للعلاج والبعض قد يستغرق فترة طويلة، فالهدف من معظم العلاجات هو استعادة لون الجلد المفقود ، ويشمل أدوية موضعية على الجلد للمناطق الصغيرة ، كما أن بعض هذه الأدوية لا ينبغي أن تستخدم على الوجه بسبب الآثار الجانبية المحتملة ، وهناك العلاج بالضوء لاستعادة فقدان اللون على الجلد، ويعمل بشكل أفضل على الوجه وقد يكون أقل فعالية على اليدين والقدمين، أما العملية الجراحية فتكون فقط للبالغين المصابين بالبهاق ولم يتغير، أي مستقر، منذ 6 أشهر على الأقل ، ولا توجد أي وسيلة لمنع البهاق؛ لكن الوعي بالعلامات، هو العنصر الأكثر أهمية لمعالجة المشكلة”.