متابعات

مهرجانات الصيف .. إبراز لهويات المناطق

جدة ـ عبدالهادي المالكي

غدت السياحة صناعة إثر الارتقاء بها وبالقائمين عليها وإخراجهم من دائرة الاجتهادات الفردية إلى منظومة العمل المؤسسي، وضربت دول عدة أبلغ الأمثال في انتعاشها اقتصادياً من خلال اعتمادها على سوق الاستثمارات السياحية، ما ارتفع بمؤشر ومعايير أداء السياحة ودفع بها إلى مصاف المورد الأول لكثير من البلدان والعواصم العالمية والإقليمية، واتساقا مع ذلك تعد السياحة في المملكة العربية السعودية أحد القطاعات الناشئة ذات النمو السريع، وتمثل أحد المحاور المهمة لرؤية السعودية 2030. وإضافة للمكنوز التاريخي والتراثي والتنوع الطبيعي والثقافي للسعودية، حيث تعد أرضها مهد الدين الإسلامي ما يجعلها محل جذب سياحي، حيث يقصد المسجد الحرام والمسجد النبوي ملايين المسلمين لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة، وجاءت المملكة أول الوجهات العربية تفضيلا من قبل السياح المسلمين ورابعها عالميًا ضمن قائمة الوجهات العشر الأولى الأكثر زيارة من قبل السياح المسلمين، من بين 130 بلدًا بحسب تقرير المؤشر العالمي للسياحة الإسلامية لسنة 2019م.

ويأتي تنظيم المهرجانات لتشجيع السياحة المحلية بمختلف مناطق المملكة، حيث باتت السياحة تلقى دعماً متزايداً من الحكومة الرشيدة التي تعمل حاليا على تنفيذ عمليات تطوير شاملة لمنظومة القطاع السياحي، تشمل عددا من المشاريع الكبرى، وتحديث وتطوير البنية التحتية، وتأهيل المواقع السياحية والتراثية، والارتقاء بقطاع الإيواء ووكالات السفر والخدمات السياحية، وتطوير الأنشطة والفعاليات في المواقع السياحية، فضلاً عن تنمية الموارد البشرية السياحية. وتسعى هيئة السياحة لاستكمال مهمتها نحو تحويل السياحة إلى قطاع اقتصادي يسهم بفعالية متزايدة في الناتج القومي الإجمالي، ودعم الاقتصاد الوطني، بعائدات تصل إلى 10%، وتوفير ما يصل إلى 1.6 مليون وظيفة في عام 2030.

النجاح المذهل الذي حققته المهرجانات الموسمية مثل الورد الطائفي – سوق عكاظ – الزيتون – البن – الجنادرية وغيرها من المهرجات التي لها وقت محدد في السنة يترجم أبعاد الفعاليات التي حققها للوصول إلى مرحلة توظيف المقومات السياحية بالمناطق التي تقام بها الا انها تحرم منها بعض المناطق الأخرى التي تفتقد لتلك المهرجات فتصبح خاليه من الفعاليات .

استجمام وترفيه
يجد المجتمع السعودي في السياحة الصيفية الاستجمام والترفية وقضاء أوقات ممتعة مع عائلاتهم وخاصة عملية البحث عن فعاليات ومهرجانات ترفيهية ونافعة ولها هدفها المنشود بعيدا عن التكرار


وفي هذا السياق قال المستشار السياحي مدير عام سوق عكاظ سابقا عبدالله بن عبيدالله السواط : تعتبر المهرجانات عنصرا من منظومة تكاملية لسياحة ممتعة بالإضافة إلى توفر البنى التحتية والفوقية للخدمات ومرافق إيواء سياحي مناسبة واماكن تسوق ومطاعم وغيرها من احتياجات السائح تمثل تجربة سياحية يمارسها السائح ويحتفظ بلحظاتها الجميلة كما أن تهيئة اماكن التنزه الطبيعية والحدائق ومدن الالعاب تساعد في اثراء تجربة السائح.

كما تعتبر مساهمة الجهات المختصة في متابعة جودة الخدمات وتطويرها ومراقبة الاسعار والصحة العامة وتوفير الأمن والتعريف بأهم المواقع السياحية وابراز المزايا التي تجذب السائح إليها من أهم عوامل نجاح المواسم السياحية.

عناصر الجذب
المواطن أبو فهد احد الزائرين في جدة أوضح أن مهرجانات الصيف بحاجة للتطوير وعناصر الجذب وتفعيل البرامج التي تهم المجتمع بجميع افراده ، على ان تعم المهرجانات جميع مدن المملكة ولا تقتصر على مدينة دون سواها ، على ان تكون المهرجانات تحمل صبغة كل منطقة ، خصوصا وان كل منطقة في المملكة بها مقومات كبيرة للسياحة مثل المنتجعات والسواحل ورياضة صيد الأسماك والغوص إضافة إلى سياحة الصحراء والمناطق الأثرية والمغارات.

وإلى زائر لجدة من سكان مدينة الرياض قال: للأسف المهرجانات القائمة والمعروفة السنوية تختص بمدن معينة ومن الصعب تكرارها في كل مدن المملكة بحسب طبيعة المكان حيث من المستحيل نقل او إقامة مهرجان الزيتون في الجوف الى المنطقة الشرقة او الجنوبية وكذلك سوق عكاظ من المستحيل نقلة الى المنطقة الشمالية لذلك يجد المواطن العناء في التنقل بين تلك المهرجان وخاصة ان المملكة مترامية الاطراف فيضطر الذي يسكن في جيزان ان يقطع مسافة قرابة الالفي كيلومتر لحضور مهرجان الزيتون بالجوف او رالي حائل وكذلك العكس.


تطوير الاتصالات
من جانبها أوضحت سارة المالكي ان السياحة لها متطلباتها ومقوماتها فالسائح محتاج توفير الخدمات الضرورية مثل المياه وشبكة الاتصالات والنظافة العامة وكذلك دورات مياه نظيفة

والأسعار ضرورية أيضأ بحيث تتماشى مع ذوي الدخل المحدود اما بالنسبة للمهرجانات فهي ضرورية لكن تكون منظمة ومدروسة والفعاليات منوعة “بلا تهريج ولا ابتذال”.

وبينت المالكي ان من اهم المقومات السياحية في وقتنا الحاضر هي الاتصالات حيث أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي هي الوسيلة لنقل السياحة في المملكة الا ان ضعف الشبكة في بعض المحافظات والمدن والقرى يؤثر سلبا على تطور السياحة ومن ذلك احجام المصطاف في الاقبال على منطقة سياحية اذا لم يكن بها الاتصالات جيدة.


تنقل بين المهرجانات
وقال عبدالله المطيري إن المهرجانات الرسمية في المملكة العربية السعودية بما تحملة من إرث يختلف من منطقة إلى اخرى يرسم للمواطن والسائح هوية المنطقة كمهرجان الورد بالطائف ومهرجان الزيتون في الجوف والكثير على مستوى المملكة وتجتمع كلها في مهرجان الجنادرية في مدينة الرياض لكن حاجز البعد بين المناطق وإرهاق السفر يحول لدى البعض دون زيارة الكثير من تلك المهرجانات فماذا لو حولنا الحديث لمقترحين تدعمهم رؤية سمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان 2030 وبإشراف ودعم مباشر من هيئة الترفية ووزارة الثقافة والقطاعات ذات العلاقة للعمل في منظومة متناغمة كما عهدناها ليكون على سبيل المثال لا الحصر مهرجان الزيتون في الجوف ينتقل بعد تدشينه في منطقة الجوف بأسبوع كضيف في المناطق الأخرى لمدة اسبوع كنسخة مطابقة والذي يبنى عليه بقية المهرجانات.

ثانياً عمل تطبيق تقني رسمي تديره هيئة الترفية ينقل كل مهرجان على حدة بصورة احترافية ويرتبط فيه الزائر بالمشاركة كما لو كان موجوداً وكما خصص المشارك شخصا يشرح للزائر المكاني ويوفر شخصا يشرح للزائر التقني وبعدة لغات ليتسنى لمن في أقصى الارض مشاركتنا عن كثب. من جانبها أكدت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أنها تدعم المهرجانات إعلامياً والترويج للوجهات والمواقع السياحية عبر ما تبثه من مواد إعلامية في وسائل الإعلام المختلفة، مشيرة إلى أنه جرت طباعة عدد كبير من المطويات التي تتضمن تفاصيل هذه الفعاليات وتم توزيعها على مراكز المعلومات السياحية في المطارات والأسواق الكبرى، إضافة إلى الحملة الإعلانية التي تنفذها في الصحف والتلفزيون والطرق لمساندة هذه الفعاليات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *