شباب

جازان تتباهى بالبن والزراعة النظيفة وتحصد الكاجو والكاكاو

إعداد – عبدالله صقر

في فبراير من عام 1965 م كتب الأستاذ علي العمير مقالاً في زاويته الشهيرة على الماشي عن نجاح تجربة زراعة القطن في جازان وتناول مشكلة التسويق حيث لاتوجد معالج في المنطقة ومن الصعب إيصال الإنتاج الى جدة كما ابرز تحدي المنافسة غير المكافئة مع القطن المستورد ليضطر المزارعون اخيرا الى بيع انتاجهم بثمن بخس. ونبه العمير الى ضرورة الإستفادة من هذه الأخطاء ومعالجتها مستقبلاً.

وتقع منطقة جازان في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة وتمتاز المنطقة بتنوع تضاريسها من جبال وسهول وجزر وأغلب أراضيها بكر.

وقد اشتهرت جبال جازان بالكثير من مقومات الزراعة يأتي في مقدمتها موقعها الجغرافي المميز وأجواؤها المعتدلة وخصوبة الأرض وكثرة هطول الأمطار الموسمية مما أعطى تلك الجبال خصوصية قد لا تتوفر لغيرها من حيث انتاج بعض المحاصيل المهمة مثل البن والموز وبعض الحمضيات. وتتميز أراضيها بالخصوبة وتنوع التربة.

فمن التربة الجبلية الصخرية في القمم العالية الى تربة المدرجات وتتميز بكثرة سمكها وعمقها وقلة تعرضها لعوامل التعرية، وكثافة الغطاء النباتي نزولا الى تربة السهول وما تحويه من الطمي الطيني، والرملي ومن الأماكن التي توجد بها هذه التربة ضفاف الأودية المنتشرة في المنطقة وهي التربة التي تسمى في أطلس التربة (فلوفنتس) وهي الأخصب.

وتتوفر فيها المياه الجوفية والآبار والأودية، كما أن مناخها المتنوع بتنوع مظاهر سطحها يُعد بيئة مناسب للاستثمار الزراعي للمساهمة في تأمين جزء من الأمن الغذائي للمملكة، ومن أهم المحاصيل الزراعية بالمنطقة (الخضار – والفواكه – المحاصيل الحقلية – البن العربي – وأشجار الزينة : الفل – الكادي – النباتات العطرية المتنوعة).

جازان نهضة زراعية
تعيش منطقة جازان في عهد الملك سلمان نهضة شاملة على أسس علمية صحيحة ‏في شتى المجالات . وركزت الرؤية السعودية في الإستفادة من نقاط القوة التي تملكها جازان بإعتبار ان القطاع الزراعي بالمنطقة من اهم القطاعات الحيوية بالمملكة ورافدا اقتصاديا بامتياز حيث تتوفر المقومات الأساس للنهضة الزراعية بالمملكة.

وأولت المملكة التنمية الزراعية والريفية جل اهتمامها وركزت على تثقيف المزارعين والمستهلكين بالزراعة العضوية والتحول للإنتاج العضوي ، وخفض استخدام المبيدات ، فتحول عدد كبير منهم من الزراعة التقليدية إلى مزارع تطبق الزراعة النظيفة.

البن والمحاصيل البعلية
وفي عام 2019 كانت المملكة قد دشنت برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة بتكلفة إجمالية بلغت نحو 12 مليار ريال حتى نهاية 2025م ويستهدف البرنامج عدداً من القطاعات الواعدة ذات الميزة النسبية للمنتجين الزراعيين ومن ضمن تلك القطاعات تطوير وإنتاج وتصنيع وتسويق “البن العربي”، وزيادة الإنتاج من 800 طن سنوياً إلى 7 آلاف طن سنوياً بنهاية 2025م
كما يستهدف البرنامج تطوير زراعة المحاصيل البعلية (الذرة الرفيعة، السمسم، والدخن)، وذلك بزيادة إنتاج “الذرة الرفيعة” من 170 ألف طن سنوياً إلى 195 ألف طن سنوياً، ورفع إنتاج “السمسم” من 4 آلاف سنوياً إلى 6 آلاف طن سنوياً، وإنتاج “الدخن” من 4.8 ألف طن سنوياً إلى 7.2 ألف طن سنوياً، وذلك بنهاية عام 2025م.

ركزت الجهود في جازان على تثقيف المزارعين والمستهلكين بالزراعة العضوية ، وخفض استخدام المبيدات ، فتحول عدد كبير من مزارعيها إلى مزارع تطبق الزراعة النظيفة على منتجاتهم الزراعية.

وعلى ضوء ذلك ، كان استزراع وإنتاج أنواع مختلفة من الخضار من أهمها الطماطم ، والكوسة ، والخيار ، والباذنجان ، والبامية ، والفلفل ، والملوخية ، والفجل ، والجرجير ، والبطيخ ، والشمام ، والقرع ، على مساحة قدرت بأكثر من 4600 هكتار تنتج ما يفوق عن 60000 ألف طن سنوياً ، إضافة إلى الذرة الشامية التي تشتهر المنطقة بزراعتها ، والسمسم ، والدخن ، والفول السوداني ، وفول الصويا والبن.

إضافة الى البن وانواعه التي تشتهر المنطقة بزراعتها وفي كل عام يقام مهرجان تعريفي بانواع البن المنتجة في المنطقة والذي يعد واحدًا من أهم منافذ التسويق الرئيسية لحبوب القهوة الفاخرة بمنطقة جازان.

المنتجات البديلة .. كاكاو وكاجو
ضمن خطط وبرامج هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية بجازان وسعيها لتقديم منتجات زراعية بديلة ذات مردود اقتصادي عالٍ خطت خطوات واسعة، في تجربة زراعة الكاكاو، وذلك وحيث أوجه الشبه الكبيرة بين زراعة البن والكاكاو من حيث الظروف البيئية والطبيعية المتماثلة، مما يجعل إمكانية زراعة البن والكاكاو في حقل واحد.

وأوضح مدير الهيئة محمد واصلي، أن تجربة زراعة الكاكاو بدأت قبيل نهاية عام 2014 م وبين أن نجاح التجارب الحقلية، ساعد في التوسع في زراعة الكاكاو وتوزيع 200 شتلة كاكاو على المزارعين خلال السنوات الخمس الماضية، منها 50 شتلة كاكاو في العام الحالي 2020، مشيرًا إلى أن المهندسين الزراعيين والمختصين بالهيئة يتابعون دوريًا التجارب التي يخوضها المزارعون للتأكد من نمو أشجار الكاكاو وإنتاجها.

وفي أكتوبر 2018 م بدأ مركز الأبحاث الزراعية بمنطقة جازان، إجراء التجربة الحقلية على نبات الكاجو عقب أن نفذ المختصون بالمركز العديد من التحاليل المخبرية على الكاجو , الذي بدأت زراعته بمركز الأبحاث الزراعية وحقق نجاحات متميزة في زراعته بالمركز.

وقد تم البدء في زراعة 100 شتلة بمحافظة صبيا و 100 شتلة بمحافظة القنفذة و100 أخرى بمحافظة الليث, حيث تُعدّ بيئة منطقة جازان والساحل الغربي ملائمة لزراعة الكاجو.

وأوضح مدير عام المركز المهندس أحمد بن علي السلامي التحديات التي تواجه زراعة الكاجو خاصة مع البدء في زراعته كمنتج جديد , مؤكداً سعي المركز للتوسع في زراعته ودعم المزارعين وتشجيعهم على التوسع الزراعي وإجراء كافة التحاليل المخبرية على التربة قبل البدء بالزراعة، ومتابعة زراعة الكاجو حتى الحصاد من خلال زيارات دورية للفرق المتخصصة والرفع بأي معوقات تواجههم ومساعدتهم بالتوصيات والاستشارات الفنية التي يحتاجونها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *