جدة – البلاد
خارطة السياحة العالمية على موعد قريب مع ملامح ومعالم جديدة ، ببصمات سعودية ستغير المفهوم التقليدي لهذا النشاط العالمي الذي يتنافس على نحو 1.4 مليار سائح سنويا، وإيرادات تقدر بنحو 1.7 تريليون دولار سنويا، وهي كعكة اقتصادية عالمية هائلة تفرض سياقا جديدا للتنافس .
فالاستحقاق الأكبر في تنافسية السياحة العالمية ، سيكون لمشروعات المستقبل، وهو ما سجلته (رؤية 2030) وتترجمه الانطلاقة السعودية الرائدة في هذا الاتجاه ، لتصبح المملكة ضمن أكبر دول سياحية في العالم، والوصول إلى 100 مليون سائح ، من خلال المشاريع الفريدة للسياحة المستدامة ، مقرونة بمسارات نشطة لاستثمار الثروة البشرية الوطنية.
مشروع البحر الأحمر أحد الركائز القوية لإطلالة السياحة السعودية القادمة بطموح كبير ، تحت عنوان ” إرساء معايير جديدة للسياحة المستدامة “، ففي تقريرها الصادر مؤخرا استعرضت شركة البحر الأحمر للتطوير ، إنجازاتها ومنهجيتها المميزة في التنمية المستدامة والتزامها بالشفافية على المستويات كافة.
وفي نظرة شاملة يبدو النهج المتجدد الذي تبنته الشركة في مشروعاتها ، بتطوير 22 جزيرة من أصل أكثر من 90 جزيرة ، وتشغيل الوجهة بنسبة 100% بالطاقة المتجددة ، من خلال عقد الشراكة بين القطاعين العام والخاص والذي مُنح لاتحاد تقوده شركة أكوا باور.
مستهدفات اقتصادية واستثمار الشباب
ومشروع البحر الأحمر ، وإن كان عنوانه الاقتصادي ” الإبهار السياحي” إلا أن الأبعاد والأهداف ممتدة وعميقة في الإسهامات الاجتماعية ، من خلال سياسة الشركة لزيادة فرص التوظيف والتدريب للمواطنين السعوديين، بإطلاق برنامج نخبة الخريجين الذي يوفر للشباب السعودي تجربة تدريب على رأس العمل ووظائف في قطاع السياحة.
أيضا إجراء ونشر دراسة (أوجه السياحة) والتي تشمل تطلعات الشباب السعودي وأولياء أمورهم تجاه قطاع الضيافة والسياحة ، بالإضافة إلى الحفاظ على بيئة عمل آمنة خلال مرحلة البناء أثناء جائحة فيروس كورونا “COVID-19” بما في ذلك عدم حدوث أي إصابات مهنية مقدرة لوقت العمل أثناء تطوير الأرصفة البحرية، ومدينة الموظفين ومقر الموظفين المؤقت.
التقرير يوثق أيضا حصول الشركة على مجموعة واسعة من الشهادات العالمية لمختلف المعايير المتبعة فيها ، بما في ذلك شهادة آيزو إدارة المخاطر ( 31000:2018 ISO) ، والتي أثبتت الشركة من خلالها تماشيها مع معايير المبادرة العالمية لإعداد تقارير الاستدامة، بشأن توافق مشروع البحر الأحمر مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
ثلاثي التميز
ولكن ماذا عن مؤشرات الاستدامة في منهجية المشروع الحاضن لابتكارات مستقبل السياحة ؟
الإجابة تأتي على لسان الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير جون باغانو ، الذي أكد أن منهجية التنمية المستدامة للمشروع قائمةً على ثلاثة أبعاد هي( البيئة ، والاقتصاد والمجتمع) وهذا في رأي خبراء البيئة والاقتصاد ، يعكس التزاما وتفردا بطرق مبتكرة في الحفاظ على كنوز الطبيعة البحرية ، وجودة الحياة بمشاريع السياحة والضيافة.
ومع المزيد من مضمون التقرير ، الذي يقدم ، بحسب جون باغانو ، كشفاً عن الإسهامات الاجتماعية والاقتصادية للشركة، حيث يتناول في أحد أقسامه مبادرة “قادة الاستدامة” التي توفر للسكان المحليين برنامجاً تدريبياً مخصصاً يعزز وعيهم بأهمية المحافظة على البيئة، وفي صون التوازن البيئي، ويوسع مداركهم حول أنواع الكائنات النباتية والحيوانية في المنطقة بالإضافة لأهمية التنوع البيولوجي لكوكبنا. ويأتي ذلك انسجاماً مع الالتزام الأشمل لرؤية المملكة 2030 في تزويد المواطنين السعوديين بالمهارات والمعارف والخبرات التي تتيح لهم المنافسة على الصعيد العالمي.