رياضة مقالات الكتاب

ميركاتو مرهق… وميزانيات كبيرة

ما إن تبدأ أي فترة انتقالات شتوية أو صيفية إلا ونسمع من هنا وهناك أخبارا صحفية عن تعاقدات لأنديتنا مع لاعبين عالميين، لدرجة أننا ننسى سريعاً أن هؤلاء اللاعبين رفضوا الانتقال لأندية أوروبية جماهيرية، فما بالك بانتقالهم للخليج، قد أكون معك لو كان هذا النجم في آخر عمره الرياضي ويرغب بنهاية مرضية له ماديا، أما من كان قادراً على العطاء من الصعوبة بمكان حضوره لأنديتنا. أما في وقت جائحة كورونا الآن تغيرت المعادلة فأثرت مادياً على الأندية العالمية وأصبحت تعاني كثيراً ولا تستطيع أن تغامر في سوق الانتقالات؛ لما تعانيه من انخفاض مبيعاتها واستثماراتها وعدم حضور الجماهير للملاعب.

سوق المحترفين الأجانب أصبح فيه العرض الآن أكبر، وأغلبهم انتقالهم يكون انتقالا حرا بمعنى أنه لا يلتزم أي ناد يتعاقد معه أن يدفع للنادي المالك لعقد اللاعب، وأصبح من السهولة التعاقد والانتقال.
أنديتنا تعاني من عدم وجود التسويق الرياضي الاحترافي الصحيح وعدم الاستفادة من استثمار رياضي مربح وبالتالي انعكس ذلك على قلة المادة لديهم، ما سبب لهم مصاعب في تسجيل المحترفين؛ نظير عدم حصولهم على شهادة الكفاءة المالية وإنهاء مديونياتها مع المطالبين لهم سواء من لاعبين أو أندية أخرى أو جهات خارجية.
الأرقام التي دأبت وزارة الرياضة على إعلانها بكل شفافية أوضحت أن هناك أندية لا زالت غير قادرة على تسيير أمورها المادية ووجود مبالغ وصلت لعشرات الملايين يجعلنا نذهل كيف تعمل هذه الإدارات وكيف لم تستطع تسيير أمورها مع وجود الضوابط والمعايير القوية من الوزارة؟!

الاتحاد أكثر ناد تم دعمه من وزارة الرياضة ومع ذلك نجده مع النصر هما الأكثر مديونيات وإن كنت أرى أن تسديد المبالغ التي على النصر مسألة وقت لأن المتتبع لصفقات النصر الكبرى التي أعلنت والتي لا زالت في الطريق يعرف أن الإدارة النصراوية لا تهرول عبثا، وتمتلك ما يجعلها تفاوض في كل الاتجاهات وفي كل القارات. النصر الآن هو صاحب الملاءة المالية الكبرى وهو من يملك أعضاء شرف استطاعوا أن يلفتوا انتباه جميع الأندية إلى قدرتهم العالية على ضخ الأموال لخزينة فارس نجد؛ ليتمكن من المنافسة على بطولات الموسم القادم وإن كان تركيز الإدارة على دوري أبطال آسيا هو الهدف الأساسي لعدم حصولهم عليه سابقاً.

إضاءات
بالدعم الكبير التي تجده الأندية الرياضية من حكومتنا الرشيدة استطاعت أن تنافس وتسير أمورها وتبرز خارجياً، والمتتبع للأوضاع العالمية يعرف كيف تسير تلك الأندية وكيف اختلفت سياساتهم، فالأوضاع بعد كورونا أنهكت الجميع مالياً.
نحن تميزنا، بفضل من الله، ثم بالسياسة الحكيمة للرياضة السعودية ووضع الضوابط التي تجبر الأندية على علاج أوضاعها وانتقالها لمرحلة احترافية حقيقية تواكب متطلبات رؤية 2030 لتحقيق النجاح والاهداف.
Mohammed158888@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *