جدة- ياسر بن يوسف
توج مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل أمس الفائزين الستة في مسابقة تحدي أيام مكة للبرمجة والذكاء الاصطناعي، جاء ذلك لدى حضور سموه الحفل الختامي لفعاليات معرض مشروعات منطقة مكة المكرمة الرقمي، والذي استمر أسبوعاً.
إذ فاز في مسار الحج والعمرة كل من تطبيق “ارشدني” من جامعة جدة، والذي يهدف إلى الزام جميع الحملات المعتمدة في الحج والمصرح لها بالتسجيل فيه ليسهل على الحاج اختبار الحملة المناسبة له، كما يقوم بتنظيم الحشود من خلال ارسال تصاريح تسمح للحاج بالذهاب لأي مشعر من مشاعر الحج الأداء نسكه ومتابعته، وتطبيق “التجويد الرقمي” من جامعة ام القرى والهادف إلى أتمنتة مراقبة رحلة الحاج والمعتمر باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتجويد الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن كما فاز في مسار الخدمات كل من تطبيق “سالك” من جامعة الملك عبدالعزيز لتوظيف التقنية في تطوير نظام مروري يخدم المجتمع بإدارة المركبات، وتحقيق رؤية 2030 في التحول الرقمي وتحسين جودة الحياة، وتطبيق و”دُري” من جامعة ام القرى كطاقة بديلة لإضاءة منطقة مكة المكرمة من خلال تحويل الطاقة الحركية إلى طاقة كهربائي، وفي مسار السياحة فاز كل من تطبيق “جدول” من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وهي منصة موحدة قائمة على الاتمتة والمعلومات تسمح للمستخدم بتخطيط رحلته بالكامل بناء على رغباته الشخصية المتعلقة بالأماكن و الوجهات السياحية في المملكة، و تطبيق “اومأ” من جامعة جدة لتطوير التجربة السياحية باستخدام تقنية الواقع المعزز، لرؤية مشاهد ومعلومات ثلاثية الابعاد على المعالم الاثرية والتاريخية المنسية.
الجلسة الحوارية
وشهد سموه الجلسة الحوارية التي عقدت تحت عنوان “الإعلام والإعلان والخدمات في ظل الرقمنة” ، تحدث فيها كل من نائب وزير الحج والعمرة الدكتور عبدالفتاح مشاط، ومدير مركز المعلومات الوطني الدكتور عصام الوقيت، رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الدكتور توني تشان، ورئيس تحرير صحيفة الوطن عثمان الصيني، والرئيس التنفيذي لشركة العربية للإعلانات الخارجية محمد الخريجي، أدارها مفرح الشقيقي.
وأكد الدكتور عبدالفتاح مشاط خلال الجلسة أن حج هذا العام سيشهد نقلة نوعية في استخدام البطاقة الذكية لتكون رحلة الحاج من بدايتها وحتى نهايتها بشكل رقمي، كاشفا عن تسجيل اكثر من 450 الفا عبر البوابة الإلكترونية التي تم اطلاقها قبل عدة أيام.
فيما أوضح مدير مركز المعلومات الوطني معالي الدكتور عصام الوقيت أن التقنية تلعب دورا محوريا في كل مجالات الحياة، مشيرا الى ان هيئة الاتصالات عملت على خدمة ضيوف الرحمن من خلال الأنظمة الرقمية من قبل وصولهم إلى المملكة.
وأشاد بتجربة الهيئة مع وزارة الحج في رمضان الماضي عن طريق تصاريح العمرة والدخول إلى الحرمين الشريفين والتي أثبتت ولله الحمد نجاحها، كاشفا عن وجود أفكار لتسهيل أعمال وزارة الحج في التفويج والبطاقات الذكية وكاميرات المراقبة التي تسهم في خدمة الحجيج، كما كشف عن مبادرة تفعيل الذكاء الاصطناعي في كاميرات المراقبة للبحث عن المفقودين والتي تعزز العمليات الأمنية.
ونوه الدكتور توني تشان إلى ان الجامعة بالشراكة مع إمارة مكة نفذت تحدي كاوست والذي نتج عنه العديد من المخرجات التي تعزز التحول الرقمي.
وشهدت الفعالية خلال الأيام الثلاثة الماضية تجمّع 30 فريقًا تمثل طلاب وطالبات من 11 جامعة وكلية جامعية من محافظات منطقة مكة المكرمة والبالغ عددهم أكثر من 90 مشاركا ومشاركة، قدموا من خلالها عددا من المشاريع.
أكبر معرض رقمي
على صعيد آخر تحت فضاء أكبر قبة بلا أعمدة في العالم دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية بمساحتها الضخمة 34 ألف متر مربع وبارتفاع 46 متراً، وقطر 210 أمتار ؛ شيد أكبر معرض رقمي على مستوى المملكة ؛ كاسراً ” التقليدية في نمط المعارض ؛ فمن ” بوثات ” عرض كلاسيكية ؛ إلى شاشات رقمية تفاعلية ذكية ؛ هكذا كانت فكرة معرض المشروعات الرقمية لمنطقة مكة المكرمة.
المعرض الذي احتل مساحة ١٥ ألف متر مربع داخل القبة ؛ شيد في ١٨ يوماً ليكون منارة إشعاع لعطاء تنمية دامت ١٤ عاما وقف فيها مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة على تفاصيل بناء الإنسان وتنمية المكان .
هالة من الابهار ؛ تكسو الداخل لهذا المعرض ؛ سيما حين تختلط لحظات الولوج إليه ؛ بصوت أمير مكة وهو يملأ المكان شعراً بقصائده الوطنية وعبر نظام صوتي ينطلق من ٨٥ سماعة وشاشات عرض رقمية ضخمة تنقل الزائر بين مشاريع تنمية مكة في نحو ١٠٠٠ متر مربع من الأفلام المتحركة التي تقدم مشاريع التنمية في المنطقة بالصوت والصورة والأرقام ؛ فيما تهبط من سماء القبة إشاعات ضوئية عبر نظام ” الإسقاط الضوئي ” ومن خلال ١٢٠ نقطة تعليق علوية ؛ ٧٢ جهاز بروجكتر رقمي بقوة ضوئية تجاوزت ٤٠ ألف لومنز تساندها ٤٥٠ جهاز ضوئي تعمل من خلال ١٨ جهازا من الخوادم الرقمية وتمر في نحو ٢٠ ألف كيبل من الألياف الضوئية مُد لتشييدها ٣٠ ألف كيبل طاقة ؛ لتكون مساحة هذا الابهار الضوئي بما يعادل ٥٠٠٠ متر مربع في كافة جوانب المعرض الرقمي .
المعرض الرقمي الذي خلق مساحة إعجاب واسعة في أوساط زائريه ؛ كان مستقل البناء والتجهيز عن إمكانات ” القبة ” التي جهزت بنظام صوتي عالمي لكن كانت الرؤية الاخراجية للقائمين على تنفيذ المعرض أن يكون العمل تحديا جديدا ومستقلا ومخرجا جديدا في تنمية القدرات البشرية في صناعة مستقبلا رقميا يليق بمكة المكرمة ويجعل منها إنسانها ومكانها مثار دهشة ومصدر فخر واعتزاز وهو الأثر الانطباعي الكامن في ذوات كل من غادر بوابة المعرض بعد رحلة ماتعة لا يملك في تلويحة وداعه الا أن يصفق ولسان حاله ” ارفع رأسك أنت سعودي “.