متابعات

البنية التحتية بوصلة السياحة الجاذبة

البلاد ــ مها العواودة

تتميز الوجهات السياحية في المملكة بالعديد من الجماليات وعوامل الجذب التي تؤهلها لتكون في مصاف الدول السياحية لما تحويه تلك الوجهات من تنوع جغرافي يضم الجبال والسواحل والسهول والأودية والجزر الحالمة الى جانب المواقع السياحية والأثرية والتاريخية والعيون الحارة الطبيعية ، فضلا عن سياحة المغارات، حيث تشكل المقومات الخاصة بكل موقع عناصر أساسية لنهضة سياحية طموحة بالمملكة التي تمتلك العوامل المساعدة لازدهار تلك النهضة السياحية من خلال توفر البنى التحتية الأساسية من مطارات وموانئ وشبكات طرق معبدة .

ويرى اثنان من المختصين أن الضرورة تقتضي النهوض بالآليات الأساسية واللوجستية لصناعة السياحة من اجل تنويع مصادر الدخل فضلا عن إستقطاب الأيدي العاملة من الشباب والفتيات ، لافتين إلى اهمية تأهيل بعض الطرق السريعة التي تؤدي إلى وجهات السياحة وذلك إتساقا مع الطموحات لتكون المملكة واحدة من دول الجذب السياحي ، داعين في الوقت نفسه إلى ضرورة توفير الخدمات في محطات الطرق السريعة مع تلبية طموحات ذوي الاحتياجات الخاصة ، إلى جانب تطوير البنية التحتية في وجهات السياحة في المناطق النائية ، إلى جانب توفير شاشات عملاقة كمراكز للمعلومات السياحية بمحطات الوقود الكبرى وعلى مداخل المدن لتزويد السائح والقادم لها بما يحتاجه من معلومات لرفع مستوى الخدمات لمرتادي الطرق بما يتوافق مع برنامج (جودة الحياة)، وهو أحد برامج تحقيق (رؤية 2030).

    علي الحازمي                    علي مليباري              عيسى عشي

 

 

بداية يؤكد علي عثمان مليباري المدير التنفيذي للجمعية السعودية للهندسة المدنية المدير التنفيذي لشعبة النقل الحضري والسلامة المرورية بالجمعية السعودية لعلوم العمران لـ” البلاد” أن جاهزية الطرق البرية تعد أحد المقومات الأساسية والمهمة في نهضة السياحة، والنهوض بها لتمثل صناعة أساسية، ورافدًا اقتصاديًا يدعم فكرة تنويع المداخيل للنمو الاقتصادي، وأن هذا ما هدفت إليه رؤية المملكة 2030، كمحصلة لعمل دؤوب امتد لأكثر من 15 عامًا في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، باعتماد قطاعات السياحة والتراث الوطني كأحد أهم العناصر الأساسية في الرؤية وبرنامج التحول الوطني 2020، وأحد أبرز البدائل لاقتصاد ما بعد النفط، وفق هذه الرؤية إلى إحياء مواقع التراث الوطني والعربي والإسلامي القديم وتسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي في اليونسكو، وتمكين الجميع من الوصول إليها بوصفها شاهدًا حيًا على إرثنا العريق وعلى الدور الفاعل والموقع البارز على خريطة الحضارة الإنسانية.

بنية تحتية
وأضاف مليباري بقوله ” لكن واقع الحال يشير إلى ضعف البنية التحتية في عدد غير قليل من الطرق البرية السعودية، قياسًا على الطموح والهدف الكبير الذي ترمي إليه الرؤية من خلال تأهيل المواقع الأثرية والتراثية، مما نشاهده اليوم في العلا ومدائن صالح وجدة التاريخية، وغيرها من الأماكن الأثرية والتراثية في المملكة ولئن كانت المواقع الأثرية والتراثية والسياحية داخل المدن الكبيرة لا تفتقر إلى هذه البنية المطلوبة من الخدمات؛ فإن نظيرتها في المناطق النائية في أمس الحاجة إلى التطوير وإرساء منظومة من الخدمات، وتطوير ما هو قائم ليوافي ويوافق المعيار العالمي في متطلبات السياحة، متى ما أردنا أن نخرج من النظرة التقليدية إلى الاستثمار الأمثل للسياحة في المملكة”، ويرى أنه من المهم جدًا أن تعمل المحطات في الطرق البرية على تطوير خدماتها بما يتوافق وهذه الصناعة، وذلك من خلال اشتمالها على لوحات إرشادية على مسار الطريق تشير إلى أماكن تقديم الخدمات على مسافات معقولة ولوحات إرشادية عند مدخل كل محطة من المحطات على الطريق تحدد الخدمات المقدمة، وخريطة إرشادية لأماكنها وكذلك محطات تزويد بالوقود ذات خدمات ميسرة ومحلات للصيانة تتوفر فيها أحدث الآليات وأكفأ العناصر بما يسهم في تقديم خدمات سريعة وبجودة عالية، إضافة إلى ضرورة وجود استراحات بمواصفات خدمية عالية لتقديم كافة الخدمات التي يحتاج إليها المسافر، بحيث يجد فيها كافة أفراد الأسرة بمن فيهم الأطفال مساحة لقضاء فترة استراحة مريحة قبل معاودة الانطلاق ومطاعم وكافيهات ذات مستوى خدمي يتوافق مع المعايير الدولية وأماكن خدمات عامة عالية الكفاءة (حمامات، مساجد، صرافات نقود.. مطاعم وإستراحات وكذلك تخصيص أماكن خدمات مريحة لذوي الاحتياجات الخاصة ،مشيراً إلى أن الوصول إلى هذه المطلوبات وغيرها يتطلب وعيًا مجتمعيًا بضرورتها أولاً، والمحافظة عليها، كما يتطلب من رأس المال الوطني ممثلاً في رجال الأعمال ضرورة خوض هذه المغامرة والاستثمار فيها، بما يشكل رافدًا مساندًا في إنجاز هذه الصناعة على النحو الذي ترمي إليه رؤية المملكة.


منظومة متكاملة
من جانبه يرى خبير الإرشاد السياحي عيسى عشي أنه لابد من تطوير شبكة محطات الوقود على الطرقات في المملكة لتحتوي على منظومة متكاملة من الخدمات، وأن يتم تسليم هذه المشاريع لشركات متخصصة في إنشاء وتشغيل مثل هذه المحطات المركزية النموذجية مثل أرامكو وهي أقرب الشركات لإدارتها بنجاح واقتدار.
وأضاف “أقترح بأن تكون هناك أجهزة شاشات ATM كمراكز للمعلومات السياحية بمحطات الوقود الكبرى وعلى مداخل المدن لتزويد السائح والقادم لها بما يحتاجه من معلومات” ويطمح عشي إلى رفع مستوى الخدمات لمرتادي الطرق بما يتوافق مع برنامج (جودة الحياة)، وهو أحد برامج تحقيق (رؤية 2030).

وسائل النقل
في السياق يؤكد الخبير الاقتصادي علي الحازمي أن وسائل النقل البرية والبحرية والجوية للسياح بين المدن الداخلية في المملكة لها أثر على نمو وصناعة السياحة فإذا توفرت وسائل نقل بشكل جيد فهي تكون في علاقة طردية مع النمو في القطاع السياحي والعكس صحيح مشيراً إلى أن جودة وسائل النقل وأسعارها المناسبة محرك أساسي لتحرك السياح وزيادة أعدادهم.

لافتاً إلى أن دراسات كثيرة أثبتت مدى العلاقة الإيجابية ما بين نمو القطاع السياحي وجودة وسائل النقل، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن هناك توجها لبنية تحتية تمنح السائح الداخلي والخارجي خيارات متنوعة من وسائل التنقل، مؤكداً أن تعدد الخيارات ينعكس بشكل إيجابي على أسعار التذاكر.
وتابع: القطاع السياحي ووسائل النقل هي جزء لا يتجزأ من المنظومة ككل ولا نستطيع أن نخلق قطاعا سياحيا من غير خلق بنية تحتية لوسائل تنقل تكون منافسة من حيث الأسعار والتوقيت تلعب دورا كبيرا.

منصة إلكترونية
يذكر أن وزارة السياحة سبق وأن أطلقت منصة إلكترونية “المنصة الوطنية للرصد السياحي “، وهي منصة تسهم في رفع جودة الخدمات السياحية، وتنشيط الاستثمارات في هذا القطاع من خلال توفير بيانات دقيقة وآنية حول الحركة السياحية في المملكة، ومركز «ماس»، وهو مركز المعلومات والأبحاث السياحية، ويعد المسؤول عن جمع المعلومات والبيانات السياحية والقيام بالأبحاث والدراسات المتعلقة بالسياحة في المملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *