جدة ـ ياسر بن يوسف
استطاع الشاب فهد العمري بالعزيمة والإصرار , مواجهة تحدياته المهنية لبلوغ طموحاته في قطاع السياحة والضيافة، وتثبيت أقدامه كمواطن في أهم قطاعات خريطة سوق العمل السعودي، فقد ظل على مدار سنوات يعمل حارسًا للأمن بأحد فنادق عروس البحر الأحمر (جدة)، إلا أن أهدافه ظلت راسخة في عقله وفؤاده رغم كل الظروف التي مرّ بها، وكان عليه الانتظار 8 سنوات تقريبًا لتحقيق أحلامه لينتقل من وظيفته السابقة، إلى كونه اليوم نائب مدير خدمة تنظيف غرف أشهر الفنادق العالمية بجدة”.
يؤمن فهد بأن السياحة محطة مهمة في حياته المهنية، على أساس أنها قطاع متطور عن بقية القطاعات الأخرى، لذلك يرى أن حملة “مستقبلك سياحة”، التي أطلقتها وزارة السياحة مؤخرًا، التي ستوفر بنهاية العام الجاري (2021) نحو 100 ألف فرصة وظيفية، فرصة لأبناء وبنات الوطن لتحقيق طموحاتهم في قطاع السياحة، خاصة أن الحملة تتضمن عدداً من الحوافز منها رفع نسبة دعم الأجور لمدة عامين، وهو ما سيحفز القطاع الخاص لضخ المزيد من الطاقات الشابة لتغطية احتياجات القطاع السياحي كافة وتوطين الوظائف المستهدفة.
تفتح قصة فهد باب الأمل على مصراعيه للكوادر الوطنية، للتأكيد على أهمية ونوعية الوظائف في سوق العمل السياحي السعودي، حيث بدأ فهد في العام 2013 بالعمل مشرف أمن فندقي، واستمر في هذا المسار لنحو خمس سنوات تقريبًا، اكتسب من خلالها مهارات جديدة.
رغب فهد في تطوير ذاته وزيادة دخله الماضي، فالتحق في العام 2018 بوظيفة ” في أحد الفنادق بجدة، وخلال فترة دخوله هذا المسار، نجح الشاب السعودي في اكتساب مواصفات مهنية، منها : السرعة في تنفيذ التعليمات، والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، والتعامل بشكل احترافي مع النزلاء، والقدرة على العمل بشكل مستقل، خاصة أن وظيفته تُشكل أهمية كبيرة في قطاع السياحة والضيافة؛ لكونها مصدرًا للصورة الإيجابية السياحية.
يقول العمري:” اعتبرت هذه الوظيفة بمثابة تحدٍ لنفسي ولِمن حولي، فثابرت واجتهدت في عملي الجديد، وبفضل الله حصلت على جائزة موظف 5 نجوم في الفصل الثالث من 2018، ثم موظف العام ذاته”، كانت تلك الخطوة بمثابة النقلة النوعية في مسيرته المهنية، فخلال 3 سنوات صعد السلم الوظيفي سريعًا بكل نجاح واقتدار، ليصبح مشرف غُرف النزلاء، ثم نائب مدير خدمة تنظيف الغرف. اكتسب العمري خلال عمله مهارات وقدرات جديدة، من أبرزها تعلم اللغة الإنجليزية، والاحترافية في استقبال النزلاء وتقديم الخدمات لهم بشكل نموذجي، من خلال الدورات المكثفة للخبراء المختصين، كما يسعى إلى تطوير نفسه علميًا، فالتحق بدبلوم الفندقة والسياحة في إحدى الجامعات العالمية، ويطمح مستقبلًا أن يصبح مدربًا محترفًا في قطاع “التدريب السياحي”، لنقل خبراته العلمية والعملية إلى أبناء وبنات وطنه.
“أحلام الأمس .. حقائق اليوم” يضع فهد تلك العبارة نصب عينيه دومًا، فلا مستحيل أمام تحقيق الطموحات، مؤكدًا أن وزارة السياحة تسعى من خلال حملة “مستقبلك سياحة”، إلى تنمية رأس المال البشري في القطاع السياحي، عبر تطوير قدرات الكوادر الوطنية من الذكور والإناث ببرامج التدريب والتأهيل المتنوعة، وإكسابهم المهارات الوظيفية التي تدعم حصولهم على الوظيفة المناسبة.