اجتماعية مقالات الكتاب

لا تكن أنت

جمعني بعد زمن لقاء مع أحد الزملاء القدماء، فوجدته كما تركته لم يتغير، بل أصبح أسوأ حيث انعزل وانطوى على نفسه، مبررًا ذلك بقاعدة “كن أنت ولا تهتم بالآخرين” ، تعجبت من هذا المنطق! الذي للأسف الشديد ينادي به بعض المهتمين بالتنمية الذاتية، وربما يفهم بشكل خطأ، فعقول الناس في الفهم تختلف، لذلك صح عن عبد الله بن مسعود: “ما أنت بمحدِّثٍ، قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة”.

الإنسان اجتماعي بطبعة وهو جزء من هذا العالم وعليه التعامل مع الآخرين ، فمصالحه ومستقبله يعتمدان على الناس ، والعزلة الدائمة والانطواء على النفس مرض له نتائجة الخطيرة، لذلك قال أحد العلماء الطبيين في اجتماع بجامعة” كولومبيا” في نيويورك: إن الأشخاص الذين يستخدمون على نحو مفرط ضمير المتكلم أنا، أنا، نفسي، نفسي، يواجهون إلى حد كبير خطرًا عظيمًا بالتعرض إلى أزمة قلبية”.

إن الانفصال عن البشر يجلب الشعور بالوحدة والاكتئاب، وقد ذكر الاستشاري النفسي “هاورد كوتلر” أن الدراسات تلو الأخرى تثبت أن الناس التعساء هم المنعزلون اجتماعيًّا”.

فاصلة:
جميع الأديان والأعراف تحث الإنسان على أن يكون اجتماعيًّا، يخالط الناس ويتفاعل معهم، ولكن أحياناً يحتاج الشخص للبعد ليعود أقوى وأجمل.
قال الله: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا”.
Faheid2007@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *