اجتماعية مقالات الكتاب

معاً لسعودية خضراء

على رأس المبادرات الوطنية الهادفة لصياغة سعودية خضراء تأتي مبادرتا سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اللتين أطلقهما مؤخراً تحت شعار “مبادرة السعودية الخضراء”، و”مبادرة الشرق الأوسط الأخضر.

إن ديننا الحنيف يحثنا على نعمة إنبات الشجر والنبات حيث ورد في قوله تعالى ( ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات ……) وفي السنة نجد حرص المصطفى صلى الله عليه وسلم على زرع الأشجار والنباتات ولو كان الحال لدى قيام القيامة تشجيعاً لهذا العمل، حيث قال (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها)، فعملية التشجير لها فوائد كثيرة منها تنظيم الحرارة في الغلاف الجوي الأمر الذي يدعم استقرار المناخ، بجانب أن الأشجار لها دور في تنقية الهواء من الغازات السامة لا سيما ثاني أكسيد الكربون وغيره، كما أن الأشجار تعمل كحواجز للحيلولة دون نقل صخب المدن وحركة سياراتها وطائراتها وغيرها، كما تحافظ على صحة الإنسان وتنقي البيئة من التلوث، فضلاً عن دورها في تنمية الاقتصاد، بجانب أنها تشكل إضافة لجمالية مناظر الأمكنة وعنصراً للترفيه والاستمتاع.

وقد قام فريق من علماء إدارة الغابات بوزارة الزراعة الأمريكية بدراسة أشارت إلى أهمية الأشجار والنباتات في تحقيق التوازن البيئي مع انبعاثات الكربون المضطردة في الولايات المتحدة، نظراً لأن الغابات والأشجار لديها قدرة على عزل كميات كبيرة من تلك الانبعاثات، حيث أفادت الدراسة بأن الغابات التي بها عدد مناسب من الأشجار يمكنها أن تساعد في تحقيق زيادة سنوية في كميات الكربون التي يجري عزلها بواسطة الغابات بنسبة 20 %.

ومع كل هذه الأهمية للأشجار، إلا أن تقليص المساحات الخضراء على حساب عملية البناء والعمران الحضري وتوسع المدن دون تخطيط والنشاط البشري الهدام للأشجار تلقي بآثار سلبية على البيئة عموماً إذ تتراكم كل تلك الآثار البيئية لتنعكس على زيادة التلوث واضمحلال الموارد وغيرها.

إن المطلوب هو تكاتف الجميع مع مبادرة السعودية الخضراء ودعم كل ما يؤدي إلى استدامة الأشجار والتنوع البيولوجي من كافة أفراد المجتمع وتحفيز زراعة الفسائل والشتلات المحلية خاصة تلك المهددة بالانقراض، وتغليظ العقوبة على أولئك الذين يلحقون الضرر بالأشجار والبيئة ويقومون بأعمال الهدر الجائر لموارد الطبيعة، وفوق ذلك كله رفع مستوى الوعي بقضايا البيئة لدى المجتمع. وأختم بالمثل اليوناني الشهير ( عندما يزرع كبار السن أشجاراً وهم يعرفون أنهم لن يجلسوا تحتها ويتفيؤوا بظلالها عندها يصبح المجتمع متحضراً).
باحثة وكاتبة سعودية
J_alnahari@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *