مكنت التكنولوجيا النساء في العالم من التعلم من نجاحات بعضهن البعض وتبادل المعلومات عبر الإنترنت؛ فقد جعل التغيير أسهل وأسرع في الحدث وطريقة التعامل معه؛ كما أن الإنترنت وفر حلولًا عالمية للمشاكل والقضايا العامة والمتعلقة بحقوق النساء بوجه خاص بل وأتاحت الاستفادة من التجارب الناجحة للآخرين؛ فقد ساهم فتح المجال للتحدث عن التجارب والقصص الشخصية في زيادة الوعي وقدمت تغييراً أيضًا في طريقة التفكير المتعلقة بحوادث العنف والاعتداء الجسدي
علاوة على ذلك؛ تتيح وسائل التواصل الاجتماعي المشاركة مع شبكة كبيرة من الأشخاص حول العالم؛ حيث يمكن لضحايا الاعتداءات والعنف مشاركة قصتهم مرة واحدة بدلاً من تكرارها عدة مرات على عدة منصات أو أماكن أو لأشخاص
يشارك الناجون من الحوادث وضحايا الاعتداءات قصة بقائهم على قيد الحياة بعد الاعتداء بكل أشكاله “بصفته أو كمجهول”؛ وهو ما ألهم الآخرين عبر هذه القصص للمضي قدمًا بقصصهم الخاصة والحصول على حقهم في الحياة بشكل كريم يليق بإنسانيتهم؛
فالمشاركة والحديث العلني عن الاعتداءات والعنف يساعد في تقليل وصمة العار المرتبطة بحادث الاعتداء خاصة الاعتداءات الجسدية على النساء والفتيات؛ العنف والاعتداء لا يقتصر على المنازل أو الشارع فهذا السلوك أصبح أكثر انتشارًا على الشبكات الاجتماعية اليوم؛ فهناك العديد من أشكال الاعتداء في العالم تتم بشكل يومي أكثر من أي وقت مضى؛ من إساءة معاملة على وسائل التواصل الاجتماعي أو التلفظ بكلمات مهينة خادشة للحياء أو صور غير لائقة؛
لكن التكنولوجيا أصبحت درعاً حامياً بعد القانون في فضح هؤلاء؛ حيث ساعدت حملات التوعية والإفصاحات الفردية وتمكين المرأة على الشبكات الاجتماعية من القدرة على مشاركة القصة دون الكشف عن هوية صاحبتها وهو الأمر الذي ساهم على تحدث الكثير من النساء بنسبة أكبر؛ والأهم من ذلك كله أن مشاركة قصصهن تتلقى الحب والدعم والمساعدة لأولئك الذين يتحدثون، لذا فإن أصوات النساء وأعمالهن الجماعية ازدادت قوة ضد العنف القائم في المجتمعات على النوع الاجتماعي بسبب التكنولوجيا الفريدة من نوعها؛ فنحن الآن نعيش في عصر رقمي بمثابة حياتنا الثانية وامتداداً لشخصياتنا في الحياة؛ واليوم بمساعدة المنصات الرقمية تمتعت النساء بالقوة والقدرة على تغيير العالم بعد أن استخدمن أصواتهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكافحن من أجل المساواة التي يستحقِقْنها.
Nevenabbas88@gmail.com
NevenAbbass@