اجتماعية مقالات الكتاب

إلى جنة الخلد يا أبا وليد

إيماناً بقضاء الله وقدره وصبراً جميلاً على الفقد فقد فقدت منطقة عسير صبيحة يوم السبت الثالث من شهر شوال رمزاً من رموز الوطن وكأن لسان حال ذلك الفقيد يقول :صيام فعيد ثم حان الرحيل.

وقد استشعرت حقاً عليَّ أن اذكر بعض مما عرفته من فضائل الفقيد فإنني اسطر بعض هذه الأحرف عما في نفسي للفقيد الذي جمعتني به الزمالة والاخوة الصادقة الأخ الغالي الفقيد قاسم بن موسى (ابا وليد) منذ البدايات في المدرسة الأميرية بأبها عرفته نعم الأخ ونعم الصديق الوفي يحمل هم مجتمعه يعمل بصمت وإخلاص وتفانٍ تولى العديد من الاعمال المجتمعية والرياضية والثقافية منها تأسيس الجمعيات التعاونية وروضة الاطفال تزاملنا في العديد منها كان نعم المنصت ونعم المتحدث.

وكان آخر ما تولاه من عمل إداري مديراً للشؤون الإدارية في تعليم عسير فكان أحد الموجهين البارزين في التعليم لما اكتسب من خبرة كيف لا وهو سليل أسرة علمية مباركة لها دور بارز في التعليم فجده لوالده المعلم الفاضل والشيخ الأديب ناصر بن فرج “رحمه الله” كان احد أعمدة التعليم إبان الكتاتيب في حِقْبَة من الزمن .

أيضا والده الفاضل المعلم الجليل والاستاذ الفصيح الوالد موسى بن ناصر بن فرج “رحمه الله” الذي تولى التدريس وكان نعم الوالد الحنون على طلابه تاركاً بالغ الأثر في أنفسهم وتخرج من طلابه الكثير ممن يشار لهم بالبنان وكانت بصمته وأولئك الشخصيات من المعلمين واضحة في ترسيخ المبادئ والقيم والفصاحة وقد شارك في تأسيس التعليم القويم على الرغم من قلة الإمكانات في تلك الفتره من الزمن، ولا زالت تخلد في ذاكرتي ذكرى تدريبه لطلابه لحفظ وترديد نشيد الترحيب عند زيارة جلالة الملك سعود (رحمه الله) لمنطقة عسير شهر شوال من عام 1373هـ وتلك الأبيات:
الســـــــــعد لا شـــــــــــك حــــــــــــلا
زار الملـــــــيـــــــــك فـــــــأهـــــــــــلاً
ومــــــرحبــــــاً ثـــــــــم ســــــــــهلا

وادى كلمة مميزة (رحمه الله) في تلك المناسبة بين يدي جلالة الملك سعود (رحمه الله) كما كان له كلمة عند تأدية واجب العزاء من وفد منطقة عسير في وفاة جلالة الملك عبدالعزيز “طيب الله ثراه” ومبايعة جلالة الملك سعود (رحمه الله) عام 1373هـ.

ألمَّ بالفقيد (ابا وليد) (رحمه الله) مؤخراً مرض الزمه منزله الى أن وافاه القدر المحتوم وحل يومه الموعود ورحل عنا بصمت شاحب ، رحمه الله وجعل ما اصابة تكفيراً والهم أهله وذويه وصحبه الصبر والاحتساب “إنا لله وإنا اليه راجعون”، ان ما اوردته غيض من فيض فضائل اخي وصديقي المغفور له بإذن الله قاسم بن موسى بن فرج ( أبا وليد ) واسرته المباركة عوضنا الله فيهم جميعاً خيراً وابنائهم خير خلف لخير سلف. ختام القول نحسبهم والله حسيبهم ممن صور العلاقة بين أنفسهم والزمن بأعداد الذكر الحسن والعمل الصالح شفيعاً لهم في جنان الخلد أنه مجيب الدعاء.
محمد بن عبدالوهاب ابوملحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *