تعتبر آلام الظهر أثناء الحمل من أبرز العلامات والشكاوى المتكررة من السيدات خلال فترة الحمل، لاسيما في اقتراب نهاية الثلث الثاني من الحمل، أي من الشهر السادس، وذلك لكبر حجم الجنين عن بداية الحمل.
وتعد آلام الظهر خلال فترة الحمل مشكلة معتادة، وهذا أمر طبيعي. حيث إن زيادة الوزن وتغيير مركز الجاذبية والهرمونات تعمل على إرخاء الأربطة الموجودة في مفاصل حوضك. ومع ذلك، ففي كثير من الأحيان، يمكنكِ منع آلام الظهر أو تخفيفها خلال فترة الحمل. ولتحقيق ذلك، يجب مراعاة سبعة أساليب للتخلُّص من آلام الظهر أثناء فترة الحمل.
التدرب على الوضعية السليمة للجسم
أثناء نمو الطفل، ينتقل مركز الثقل إلى الأمام. لتجنب الوقوع إلى الأمام، قد توازني نفسك بإحناء الظهر — مما قد يجهد العضلات الموجودة أسفل الظهر ويتسبب في آلام الظهر خلال فترة الحمل. لذا، فاحرصي على اتباع مبادئ الوضعية السليمة للجسم كما يلي:
الوقوف بشكل مستقيم منتصبة القامة.
رفع الصدر لأعلى.
إبقاء الكتفين للخلف باسترخاء.
عدم تقييد الركبة.
عند الوقوف، باعدي بين القدمين بمسافة مريحة لكِ للحصول على أفضل دعم. إذا كان الوقوف لفترات طويلة لا مفر منه، فضعي إحدى القدمين على مقعد منخفض — مع التبديل مع القدم الأخرى بين الحين والآخر.
الوضعية السليمة للجسم تعني أيضًا الجلوس بعناية. اختاري المقعد الذي يوفر الدعم لظهرك، أو ضعي وسادة صغيرة خلفك عند أسفل الظهر.
الحصول على الحذاء المناسب
ارتدي أحذية منخفضة الكعب — ولكن ليست مسطحة — مزودة بدعامة مقوسة جيدة. تجنبي ارتداء الكعب العالي، حيث قد يُسبب تغيير زائد في توازنك أثناء المشي ويؤدي إلى السقوط.
يمكنكِ أيضًا التفكير في ارتداء حزام دعم الحمل. على الرغم من قلة الأبحاث التي أجريت حول فعالية أحزمة دعم الحمل، ألا إن بعض النساء يستفدن من الدعم الإضافي.
رفع الأشياء بطريقة صحيحة
عند رفع شيء صغير، اجلسي في وضع القرفصاء ثم انهضي بدعم من الساقين. لا تنحني عند الخصر أو تنهضي مستعينة بظهرك. ومن المهم أيضًا ألا تحملي نفسك فوق طاقتها. اطلبي المساعدة إذا كنتِ بحاجة إليها.
النوم على جانبك
استلقي أثناء النوم على جانبك وليس ظهرك. أبقي إحدى ركبتيك أو كلتيهما مثنية. يمكنك التفكير في استخدام وسائد الحمل أو الوسائد الدعامة بين ركبتيك المثنيتين وتحت بطنك وخلف ظهرك.
جرب السخونة والبرودة والتدليك
رغم أن الأدلة الداعمة لفاعلية هذه الوسائل محدودة، إلا أن التدليك أو وضع كمادة تسخين أو كيس ثلج على ظهرك قد تفيد.
ممارسة الأنشطة البدنية ضمن روتينك اليومي
يمكن أن تحافظ ممارسة النشاط البدني بانتظام على قوة الظهر بجانب التخفيف لآلام الظهر خلال فترة الحمل. بعد موافقة موفر الرعاية الصحية، جربي ممارسة الأنشطة الخفيفة — مثل المشي أو ممارسة الرياضة المائية. يمكن أن يريك اختصاصي العلاج الطبيعي التمرينات الرياضية وتمرينات الإطالة التي يمكنها مساعدتك.
يمكنك أيضًا ممارسة تمارين إطالة الجزء السفلي من الظهر. استندي على يديكِ وركبتيكِ على أن يكون رأسكِ متراصفاً مع مستوى ظهركِ. اسحبي بطنكِ مع تكوير الظهر قليلاً. اثبتي لعدة ثوانٍ، ثم أرخي البطن والظهر — مع جعل الظهر مسطحًا قدر الإمكان. كرري التمرين تدريجيًا بمعدل 10 مرات. اسألي مقدم الرعاية الصحية عن تمارين الإطالة الأخرى.
تجربة طرق العلاج التكميلي
تشير بعض الأبحاث إلى أن العلاج بالإبر الصينية يمكن أن يخفف آلام الظهر خلال فترة الحمل. كما أن العلاج اليدوي للعمود الفقري قد يوفر الراحة لبعض النساء. ومع ذلك، فهناك حاجة للمزيد من الأبحاث بشأن هذا الموضوع. إذا كنتِ تفكرين في طرق العلاج التكميلي، فناقشيها مع مقدم الرعاية الصحية. تأكدي من إخبار خبير المعالجة اليدوية أو اختصاصي العلاج بالإبر الصينية بأنكِ حامل.
اعرفي متى تستشيرين طبيبك؟
إذا كنت تعانين ألمًا حادًا في الظهر أثناء الحمل أو ألمًا بالظهر لمدة تزيد عن أسبوعين، يُرجى التحدث مع مقدم الرعاية الصحية. فقد يوصي بتناول أدوية مثل أسيتامينوفين (Tylenol أو غيره) أو علاجات أخرى.
ضعي في اعتباركِ أن ألم الظهر أثناء الحمل قد يكون علامة على مخاض قبل الأوان أو عدوى في الجهاز البولي. وإذا كنتِ تعانين ألمًا بالظهر أثناء الحمل مصحوبًا بنزف مهبلي أو حمى أو شعور بحرقة أثناء التبول، يُرجى الاتصال بمقدم الرعاية الصحية فورًا.