من الصعب التصديق بأن مايكل جوردان، الذي يُعتبر أفضل لاعب كرة سلة على مر العصور، لم يكن في فريق كرة السلة في المدرسة الثانوية في أول عام؛ لقصر قامته، وقبل ذلك أُبعد من فريق السلة في المدرسة الإعدادية، ولحسن الحظ، لم يدع جوردان هذا الأمر يمنعه من إكمال مسيرته، وكما قال ذات مرة: “لقد أخطأت في أكثر من 9000 تسديدة في مسيرتي، وخسرت ما يقرب من 300 مباراة. لقد فشلت مرارًا وتكرارًا في حياتي، وهذا هو سبب نجاحي”. أما تيري هنري فعندما حضر إلى أرسنال سجل هدفه الأول في الدوري بعد ثماني مباريات من الموسم الجديد، وانتظر أربع مباريات أخرى ليحرز ثنائيته الأولى، وبعد ذلك تدفقت الأهداف.
وهنا أوجه كلامي للاعب هيثم عسيري الذي تصدر الحدث عقب مباراة النادي الأهلي والفرصة التي كان بإمكانها تغيير مسار النادي الأهلي، لو تعامل معها بشكل مختلف. وأقول أن لا أحد يستمتع بأن يقال له بأنه ليس جيداً بما فيه الكفاية، أو أنه فشل، ولكن الفشل يمكن استخدامه كحافز للتحسن والنجاح المستقبلي، وكثير من الرياضيين فعلوا ذلك. فالتعلم من أي إخفافق هو مفتاح النجاح، فأولئك الذين يصلون إلى القمة غالبًا ما يتبعون نماذج لآخرين متواجدين بالفعل في القمة، وإن نظرت إلى ما فعلوه بشكل صحيح وكيف فعلوه ستجد أنهم لم يسلموا من الفشل المتكرر، فالفشل هو أحد المخاطر التي يتعين علينا تحملها، وتجاوزها. ومن يخاف من الفشل يكون أكثر عرضة لصعوبة العودة منه.
لن أسرد حوادث وإخفاقات الأغنياء والمشاهير، وكيف تغلبوا على مصائبهم، فالعديد من الشخصيات العامة التي نعرفها اليوم على أنها عظيمة وناجحة، هي في الواقع فشلت بشكل مذهل في مرحلة أو أخرى من حياتهم، وقصصهم موجودة ومتوفرة، ولكني أطلب من الكابتن هيثم (إن لم يكن فعل) أن يستمع لرسالة الكابتن محمد عبدالجواد له، فهي كافية لرفع معنوياتك.
بُعد آخر
لايوجد ما يضمن أنه إن قام هيثم بعكس الكرة إلى غريب بأنه سيسجلها. إن كنت لا تصدق أبحث في اليوتيوب لترى فرصا مؤكدة لا تضيع، أضاعها لاعبون كبار. “الطريق إلى النجاح ممهدٌ بالفشل”.
@MohammedAAmri
