كم افتقدنا رؤيتك والاجتماع بك وحضورنا لحفل سحورك السنوي على مدى 40 عاما يا أستاذ ابراهيم الدغيثر .. وأنت تصر على تلبيتنا لدعوتك .. بل تستقبلنا فردا فردا وتسأل عن كل واحد فينا وتحاسبنا وتعاتبنا إذا تغيب أحد منا.
وكم افتقدنا رؤيتك وفطورك السنوي منذ أكثر من خمسين عاما يا أستاذ محمد تونسي أنت وإخوانك الكرام .. وأتذكر إصرارك على إعداد المبشور وما لذ طاب من الطعام بيديك شخصيا.
وكم افتقدنا طلتك واستقبالك الحار لنا .. على مدى اربعين عاما أيضا .. في منطقة تلاقي الشوارع لمنزلك يا عزيزي أستاذ فؤاد مشتاق لحضور فطورك السنوي في منزلك العامر .. بل وتبكر في دعوتنا حتى لا يكون لنا عذر للغياب.
للأسف فايروس كورونا حرمنا من هذه النعم الرمضانية .. بل وعلمنا دروسا وحكما وعبرا هامة جدا.
•• علمنا قيمة وأهمية الأصدقاء في الحياة.
•• علمنا أن العائلة والأسرة لهما الأولوية في حياتنا.
•• عرفنا على أزواجنا وأبنائنا عن قرب ..
•• جعلىنا نتقدم طبيا في شتى المجالات ..
•• عرفنا أن لنا أعداءً شرسين في هذه الحياة وتصعب رؤيتهم أو التعامل معهم .
•• أدركنا أننا أهملنا صحة الانسان ولم نطور القطاع الصحي كي يكون قادرا علي مواجهة الأوبئة والأمراض
•• علمنا ضرورة الخروج من المنزل والتنزه والترفيه والرياضة.
•• علمنا أن ندخر أموالنا لمواجهة المفاجآت الحياتية
•• علمنا الاهتمام بالنفس والذات وليس بالتساهل والاستهتار في اتباع التعليمات الوقائية والصحية.
•• علمنا أن نكون قدوة لأبنائنا من الأجيال الصغيرة والشابة في إتباع الأنظمة والقوانين والتعليمات الصحية.
•• علمنا أن نكون دائما مستعدين لمواجهة تحديات الكوارث الطبيعية وانتشار الأوبئة والأمراض.
•• علمنا أهمية التفكير الإبداعي واستقطاب الشركات للمبدعين من الشباب لحل المشكلات وابتكار منتجات وخدمات جديدة لدعم الإقتصادات العالمية.
•• علمنا أن نواصل مسيرة التقدم الى الأمام .. ولا مجال للعودة إلي الوراء في أداء وممارسة المهام عن بعد في التعليم والتسوق والعمل ..الخ.
•• علمنا الصبر والثقة في بعضنا البعض في جميع تعاملاتنا.
•• علمنا أن الوحدة مضارها علي الصحة الجسدية والنفسية والعقلية اكثر من نفعها على الإنسان.
وأخيرا .. علمنا أهمية استشراف المستقبل وأن التطور والتقدم التكنولوجي هما خير صديق للبشرية في الحاضر والمستقبل .. حيث تجلت فوائدهما العظيمة في حل مشاكل تواصلنا الإجتماعي وتسريع عمليات البحث والتقصي والإسترشاد .. وجودة عمليات الإنتاج والخدمات .. ودعم وتقديم خدمات صحية راقية وعادلة.
هذا ولقد جعلنا ندرك أن علاج أرواحنا ونفوسنا وعقولنا لن يتحقق إلا بتجمعاتنا ولقاءاتنا ومماراساتنا لطقوسنا الاجتماعية بعيدا عن الأحضان والقبلات والمصافحات .. وكل ذلك يجب أن يتم ونحن نعود بحذر شديد للغاية.
وكل عام وانتم في أحسن حال وأمن وأمان وسعادة وسلام.