المحليات

الارتقاء بالخدمات الطبية في المدينة المنورة

إعداد – عبدالله صقر

نشرت (البلاد) في السابع والعشرين من شهر ديسمبر للعام 1966 م خبراً تحت عنوان “جلالة الملك المعظم يرحب بمشروع إنشاء المستشفى الأهلي بالمدينة المنورة” نقل فيها سمو أمير منطقة المدينة المنورة آنذاك، الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز، ترحيب الملك فيصل بفكرة المشروع إلى اللجنة التأسيسية للمستشفى بالمدينة ليؤدي رسالته جنباً الى جنب مع المستشفيات الحكومية وان حكومة جلالته ستقدم كل المساعدات اللازمة لتنفيذه كما أعلن سمو أمير المنطقة انه سيبذل كل جهوده لتدعيم هذا المشروع.

رؤية المملكة
وكانت المدينة المنورة حاضرة في وجدان القيادة السعودية عندما بدأ التخطيط لرؤية 2030 شأنها ومكة المكرمة وما يمثلانه من بعد ديني واقتصادي ووجهة للمسلمين حجاجا كانوا أم معتمرين وزواراً، وما تستهدفه الرؤية من توفير الخدمة لعدد يتجاوز الثلاثين مليون زائر سنوياً، يتطلب الكثير من المقومات فكان لابد من التنويع في المشاريع واكمال البنية التحتية إضافة إلى ما شملته الرؤية من برنامج جودة الحياة وتحقيق الرفاهية للمواطنين. وعلى رأسها الصحة حيث اهتمت القيادة بالنهوض بالقطاعات الصحية في المدينة المنورة.

ففي 21 سبتمبر 2019 خصصت الحكومة 500 مليون ريال لعدة مشروعات شملت ترميم وتطوير البنية التحتية لمستشفى الملك فه, وتطوير مستشفى الميقات وإعادة تطوير 10 مراكز صحية بالهوية الجديدة لوزارة الصحة،, فيما يعدّ مشروع تحويل مستشفى الميقات الجديد إلى مستشفى تخصصي بسعة 300 سرير أحد المشروعات الكبرى التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى الخدمات الطبية المقدمة لأهالي المنطقة وزائريها.

زيادة عدد الأسرة
وفي 5 مايو 2020م كانت المدينة المنورة على موعد مع عدد من المشاريع الصحية الجديدة التي نفذتها وزارة الصحة بالمدينة المنورة بقيمة إجمالية تجاوزت ٦٢٨ مليون ريال.

وأكد وزير الصحة أن هذه المشاريع الصحية التي تم تدشينها ستسهم في إحداث نقلة نوعية في الخدمات الطبية بالمنطقة وتقديم أفضل الرعاية الصحية بعد الإضافة الكبيرة لمنظومة الخدمات الصحية التي تشمل زيادة السعة السريرية بالمستشفيات وزيادة عدد الأسرة في المستشفيات العامة بنسبة 20 % ، بالإضافة إلى زيادة عدد أسرة العناية المركزة للأطفال بنسبة 40 % وزيادة عدد أسرة العنايات المركزة للكبار بنسبة 60 % إلى جانب توسعة جناح العمليات الجراحية المطورة بمستشفى الملك فهد لتقليص قوائم الانتظار في العمليات بنسبة 40 %.

وشملت حزمة المشاريع التي دشنها سمو أمير منطقة المدينة المنورة، افتتاح أجنحة التنويم الجديدة بمستشفى المدينة المنورة بسعة 200 سرير من إجمالي 500 سرير بتكلفة 320 مليون ريال بالإضافة إلى تدشين 27 وحدة للعناية المركزة مزودة بأحدث الأجهزة والتقنيات الطبية الجديدة، كما تضمنت المشاريع الجديدة التي دخلت الخدمة تدشين عدد من المشاريع التطويرية بمستشفى الملك فهد العام بقيمة إجمالية بلغت 129.5 مليون ريال شملت جناح العمليات الجراحية المطوّرة في مستشفى الملك فهد العام بسعة 8 غرف عمليات بتكلفة إجمالية بلغت 21 مليون ريال لتغطي جميع التخصصات الجراحية ومجهزة بأحدث الأجهزة الطبية المدعمة بكوادر مؤهلة للتعامل مع الحالات الطبية الحرجة ، بالإضافة إلى أجنحة العناية المركزة المطورة بالمستشفى بسعة 60 سريراً وبتكلفة بلغت 100 مليون ريال إلى جانب عدد من المشاريع التطويرية لتحسين مداخل والمحيط الخارجي للمستشفى. وتضمنت المشاريع التي تم تدشينها كذلك أجنحة العناية المركزة المتخصصة لرعاية الأطفال بمستشفى المدينة للنساء والولادة والأطفال بسعة 30 سريراً وبتكلفة إجمالية بلغت 30 مليون ريال، كما ضمت حزمة المشروعات الصحية وضع حجر الأساس للمشروع التطويري المتكامل لمستشفى أحد العام بتكلفة إجمالية بلغت 106.8 مليون ريال بهدف إعادة تأهيل مرافقه ورفع كفاءة البنية التحتية وتعزيز مستوى الخدمات بشكل كامل. وعلى مستوى خدمات مراكز الرعاية الصحية دشّن سمو الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير المنطقة الخدمة الصحية في 12 مركزاً للرعاية الأولية المطوّرة بهويتها الجديدة التي من المقرر أن يُقدم من خلالها خدمات في بيئة صحية مميزة ذات هوية عمرانية تحقق جميع المتطلبات التشغيلية.

لأول مرة .. مشاركة القطاع الخاص
وفي 29 اكتوبر 2020م وعبر تقنية الاتصال المرئي، استعرض سمو أمير منطقة المدينة المنورة مع وزير الصحة المشاريع الصحية الجديدة التي ستنفذها وزارة الصحة بالمنطقة المركزية والتي تشمل مستشفى الأنصار الجديد، ومستشفى السلام للطوارئ والرعاية العاجلة، وتطوير مراكز الرعاية الصحية. ويعد مشروع مستشفى الأنصار الجديد الخط الأول للرعاية الطارئة والحرجة للمصلين في المسجد النبوي الشريف, والأول من نوعه الذي تنفذه وزارة الصحة بنظام وآلية مختلفة عن جميع مشاريعها, وذلك بمشاركة القطاع الخاص في الإنشاء والتجهيز بسعة سريرية تبلغ 244 سريراً، ويقام على مساحة تُقدر بـأكثر من ( 350 ) ألف متر مربع ويقع شرق مقبرة البقيع وبمسافة تبعد كيلومتراً عن المسجد النبوي ، ويضمّ المشروع عدة أقسام للطوارئ والجراحة والباطنة, والعناية المركزة، وقسم لضربات الشمس والإجهاد الحراري، والمتوقع الانتهاء منه خلال 36 شهراً. كما استعرض سموّه مشروع مستشفى السلام للطوارئ والرعاية العاجلة المطل على ساحة المسجد النبوي الشريف من الجهة الغربية بسعة سريرية تبلغ 61 سريرا، حيث سيقدم جميع الخدمات الطبية الطارئة التي كانت تقدم في مستشفى الأنصار، بالإضافة إلى دعم خدمات الرعاية الطارئة والحرجة ، من خلال عيادات الفرز الأولية وقسم الطوارئ والإحالات من مراكز الرعاية العاجلة والنقل الإسعافي من الهلال الأحمر في المنطقة المركزية، ومن المتوقع الانتهاء منه وتشغيله خلال 6 أشهر.

مدينة الملك سلمان الطبية
وفي الأول من فبراير للعام الحالي صدرت موافقة الملك سلمان بن عبدالعزيز على إطلاق اسم “مدينة الملك سلمان بن عبدالعزيز الطبية” على مجمع مستشفيات المدينة المنورة، الذي صدرت موافقة مجلس الوزراء عليه بتحويل 3 مستشفيات في المدينة المنورة (المستشفى العام، مستشفى النساء والولادة والأطفال، مجمع الأمل للصحة النفسية) إلى مدينة طبية كأول مدينة متكاملة تخدم المنطقة بسعة 1246 سريراً. وستوفر مدينة الملك سلمان بن عبدالعزيز الطبية العديد من الخدمات الطبية المتخصصة لتقديم خدماتها لأهالي وسكان منطقة المدينة المنورة والمحافظات التابعة لها، منها مراكز العلوم العصبية، والأورام، والسكر، والقلب ومركز الأبحاث ومركز التدريب والمحاكاة وعدة مبان تشمل مبنى للطوارئ والعيادات الخارجية ومواقف سيارات متعددة الأدوار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *