في الوقت الذي أصبح للتقنية كلمتها الأقوى حتى باتت معظم الخدمات الحكومية والخاصة تُقدم من خلالها؛ ورغم أن ذلك الأمر لم ينفذ بصورة كاملة إلا أن المشاهد الآن وخصوصاً فيما يتعلق بالخدمات الحكومية يجد أن كثيراً من الأعمال التي كانت تنجز سابقاً من خلال مراجعة الجهات أصبحت تنجز من خلال الهاتف المحمول وفي أقل وقت ممكن.
كما أن القطاع الخاص لم يبتعد كثيراً عن هذا المضمار بل أصبح ينافس وبقوة من خلال التحول الرقمي لمعظم المناشط التي يقوم بالعمل عليها، في رغبة حقيقة منه لأن يكون ذا جاذبية عالية لمختلف الشرائح المستهدفة، والتي هي الأخرى بدأت تبحث عن أسهل الطرق الممكنة لإنجاز أعمالها حتى لا تضيع الكثير من الأوقات فيما يمكن أن يُنهى في دقائق.
وفعلاً؛ يظل لذلك الأمر جماله وعظيم فوائده على الفرد والمجتمع، علاوة على أن نسبة كبيرة من البيئة متقبلة له، إلا أنه هناك فئة يجب أن لا نُغفلها مطلقاً، وهي تلك الفئة التي لا تجيد استخدام أبسط صور آليات الاستفادة من تلك الخدمات المُقدمة من الخلال المواقع والتطبيقات.
فمن الطبيعي جداً أن تجد أحدهم واقفاً أمام مصلحة حكومية لإنجاز أمر مهم بالنسبة له إلا أن كل ما يعيقه لإنهائها هو عدم معرفته للاستفادة من خدمة المواعيد المسبقة التي تتيحها تلك الجهة لمستفيديها، وقد تجده يحاول، إلا أن عدم المعرفة يمنعه.
وللعلم لا أتحدث – هنا – عن شخص لا يؤمن بجدوى التقنية أساسا، ولا عن آخر اتكالي يريد من يفعل عنه كل شيء، كما أنني أعلم جيداً أن عملية الشرح والارشاد لمن يجهل استخدام الخدمة يأخذ جزءا من الوقت مما يتسبب أحياناً في شيء من التعطيل، إلا أنه وفي نفس الوقت لا يتعارض مع التوجيه السريع إن أمكن أو حتى إعداد صور وملصقات تتضمن بعض الشروحات البسيطة لأغلب الخدمات الرئيسية التي قد تكون حولها التساؤلات، ولنتذكر دائماً أن ذلك التوجيه الذي قد لا يتجاوز الثواني ربما يوفر على أحدهم دقائق وساعات طويلة.
szs.ksa73@gmail.com