اجتماعية مقالات الكتاب

قفزة الحياة

سؤال طرحه ابني الصغير حول الموت ، توقفت عند السؤال واقشعر جسمي ، قلت في نفسي يا بني عش حياتك ببراءة الطفولة فأنتم الاطفال حمامة السلام وأحباب الله في هذه الدنيا فمازلتم على الفطرة السليمة بكتاب أبيض لم تسوده أيام الدنيا الفانية، ولكن سؤالك سهل وصعب في نفس الوقت ورغم ذلك سأجيب، فالموت يا حبيبي هو ذهاب الروح وخروجها عن جسد الإنسان لتذهب للسماء عند خالقها ويبقى الجسد المخلوق من طين في الارض ليدفن،

والموت يا حبيبي صعب ذكره ومصيبة على أهل الميت خاصة فهو من المصائب التي لابد من حدوثها فلا زلت يا بني أتذكر وفاة إخوانك عبدالاله ومروان رحمهم الله فقد بكيت وبكيت وما زال القلب يئن حزنًا رغم سنوات الرحيل وما زلت أفسر هذا الحزن بحزن وبكاء نبينا صلى الله عليه وسلم على ابنه ابراهيم، فالابن فلذة الكبد وأنين الروح ولكن عزاءنا إنا لله وإنا اليه راجعون .

وحادثة أخرى صعبة أيضًا حدثت أمامي فكنا في المقبرة يومًا ماء في اتباع جنازة ولما كان الدفن ومع انشغال الناس سقط أحد كبار السن في القبر المجاور فارتبك وجمع قواه وقفز قفزة حصان وسبقت عيونه جسمه فخرج من القبر بقفزة الحياة وفرحة النجاة رغم تقدمه في العمر، فهذه الحادثة كلما ذكرتها ضحكت وحزنت فهل لنا الاستطاعة من القفز من قبورنا إذا جاء اليوم الموعود أكيد لا نستطيع لأننا لا حياة في جسدنا تدفعنا للأعلى ولكن مهما يكن فنحن نؤمن بالأجل والبعث وأننا بشر نخطئ ونستغفر ولا نشرك بالله شيئا ونحن نعلم ونستغفره فيما لا نعلم وظننا أننا بين يدي رحمة الحي الدائم الرحمن الرحيم اللطيف بعباده الذي لا يموت فسبحان الله.

ewefe@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *