البلاد – مها العواودة
تهاون، وعدم التزام من البعض، وإهمال للإجراءات الوقائية.. جميعها أسباب مؤدية إلى رفع نسبة الإصابات بفيروس كورونا المستجد، وهو ما حذرت منه وزارة الداخلية، معتبرة أن ارتفاع مؤشرات المنحنى الوبائي وزيادة الحالات الحرجة، يقود إلى طريق لا يرغب المجتمع المرور فيه، وقد تُقيد فيه بعض المناشط، وتوصد الأبواب، وتُعزل الأحياء والمدن، وتوقف وسائل النقل، ويُؤخذ الجميع بجريرة المتهاونين، فيما ظلت وزارة الصحة تشدد على أهمية التقيد بالتدابير الوقائية مثل لبس الكمامة، والتباعد الاجتماعي، وتعقيم الأيدي، وعدم المصافحة للحد من انتشار فيروس كورونا حفاظا على صحة وسلامة الجميع، في وقت لا يهتم البعض بالتدابير الوقائية اللازمة.
ويرى مدير منظمة الصحة العالمية في الشرق الأوسط الدكتور فهد الجوفي، ضرورة التزام جميع أفراد المجتمع مواطنين ومقيمين بالإجراءات الاحترازية، وعدم التهاون بنصائح وزارة الصحة والداخلية منعاً للعودة إلى المربع الأول الذي يقتضي الحظر الكلي والإغلاق، مشيرا إلى أن توفير المملكة للقاحات ضد كورونا مجانا والإقبال الكبير على أخذ هذه اللقاحات الآمنة والفعالة لا يلغي الالتزام بلبس الكمامة وغسل اليدين جيدا والتباعد قدر الإمكان حتى الوصول إلى مناعة المجتمع بتطعيم أكثر من ٧٠% من أفراده.
وقال الجوفي لـ”البلاد”، إن قيادة المملكة لم تدخر جهداً في حماية كل من على أرض السعودية حتى المخالفين، وأن هذا الاهتمام الفريد من نوعه على مستوى العالم، لا بد من مقابلته بالالتزام بتوجيهات الجهات المعنية وعدم التزاحم في المولات والأسواق التي باتت عادة ملفتة خاصة في شهر رمضان، وذلك منعاً لتفشي الفيروس.
في السياق ذاته، قالت أستاذ الفيروسات الممرضة بجامعة طيبة الدكتورة إلهام طلعت قطان، إن الجميع يسعى للعودة الطبيعية لكن البعض يتساهل في الالتزام بالاحترازات الوقائية، لذلك من الصعب العودة كما السابق ما لم يتم الالتزام كليا.
وأضافت “التغافل عن الوقاية يؤدي للهلاك وبالتأكيد لا أحد يريد أن يهلك نفسه، ونحن مسؤولون أمام الله في الحفاظ على النفس.
وبعد مضي هذه الأشهر مع الجهد المبذول للتخلص من الفيروس لا نريد أن نكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا، ولابد أن يكون عزمنا للوقاية نابع من أنفسنا ومن وعينا وتنفيذنا لنصائح وتوجيهات وزارة الصحة”، مشيرة إلى أن المطلوب حاليا هو الحرص على النفس والغير وأخذ تعليمات وزارة الصحة على محمل الجد فهي تسعى كما قطاعات الدولة الأخرى للحفاظ على سلامة وصحة الإنسان، داعية إلى ضرورة تعاون الجميع مع الدولة لضمان عدم تفشي الفيروس مرة أخرى، وضمان عدم العودة لنقطة الصفر.
من جهتها، أكدت أستاذ التغير الاجتماعي بحامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة رجاء طه القحطاني لـ”البلاد”، ضرورة الاستمرار في التباعد الاجتماعي الذي يعد فرصة للسكينة والاستمتاع بروحانية هذا الشهر الفضيل منعا للعودة للمربع الأول بداية الأزمة، فيما اعتبر المستشار الأسري الدكتور أحمد حمودة أن الإنسان يسعي بطبيعة الحال للسلامة والحفاظ على نفسه، وأن الإجراءات والالتزامات التي تتخذ تجاه الجائحة ضرورة دينية ودنيوية منطقية. وتابع: “التباعد والإجراءات الاحترازية لا تعطلان عجلة الحياة، إنما هي إجراءات استثنائية وقائية أجل سلامة الجميع لذلك لابد من الالتزام بهما”، داعيا الى ضرورة عدم التساهل مع الإجراءات الاحترازية.
ودعا أخصائي طب الأسرة الدكتور عبد الحفيظ خوجة، إلى إكمال منظومة الاحترازات لتدارك عدم العودة إلى المربع الأول، ومنها: أخذ التطعيم، والالتزام بلبس الكمامة أينما كنا وبطريقة صحيحة، إضافة إلى غسل اليدين وعدم لمس العينين والفم والأنف والحفاظ على التباعد المسافي الاجتماعي، والابتعاد تماما عن أية تجمعات بشرية. وأردف قائلا: “نحمد الله ونشكره أن حمى بلادنا مما تتعرض له اليوم كثير من دول العالم الذين تهاونوا في تطبيق الإجراءات الاحترازية للوقاية من هذا الوباء العالمي، فكانت النتيجة أن تعرضوا لموجات قاسية من المرض ثانية وثالثة لا تزال تحصد الأرواح في متقدمة ومتطورة، لكننا نتفوق عليها بحكومة رشيدة رفعت شعار (الإنسان أولا)، وشعب واعٍ ننتظر منه مواصلة الالتزم بتطبيق الإجراءات الاحترازية”.