اجتماعية مقالات الكتاب

وجــاء رمـضــان

من جديد يعود علينا ثاني شهر رمضان المبارك في زمن كــورونـا.. وما بين الرمضانين عام كامل تغيرت فيه أمور وتبدلت أشياء، غير إن الجائحة ما زالت تضرب أطناباً في كل دول العالم.. وكلما ظن العلماء أنهم وجدوا طريقاً للانتصار على الوباء رأينا تحورات وانقسامات، كأن الفايروس يخاتل العلماء ويراوغهم في لعبة أشبه ما توصف بمتلازمة صراع البقاء.. حتى المنظمة العالمية المعنية بالصحة وجدت نفسها تدور في حلقة مفرغة لا تملك معها سوى تقديم نصائح حيناً، وإرشادات حيناً لمواجهة الفايروس، وتقترح سياسات للتعامل مع الجائحة في أحيان أخرى.

وما بين حالنا في شهر رمضان الماضي وشهرنا الحالي بون شاسع.. فقد وُجِدت لقاحات وتكونت خبرات وصرنا قادرين إلى حد بعيد على إدارة الأزمة بشكل أقرب إلى سلامة المواطن وأمن الوطن.. سلامة المواطن الذي وضعته المملكة أولوية منذ بـواكــير الجائحة، وصرفت على ذلك المليارات، كما دعمت كل جهد عالمي يستهدف إنقاذ العالم من الجائحة.

والعام الماضي كان العالم يتمنى دواءً وينشدُ لقاحاً يواجه به الفايروس، وتوفر اللقاح هذا العام بجهود علماء وباحثين واصلوا الليل بالنهار في مختبرات البحث ومعامل الاختبار.. وتيسّر الحصول على اللقاح.. فالأولى المبادرة لأخذه والمسارعة للحصول عليه، فما أقرته الجهات الصحية في وطننا هي من أجود اللقاحات وأكثرها أماناً، وأقلها أعراضاً جانبيةً (إن وجدت الأعراض).

والغريب العجيب أن هناك من لا زال متردداً في أخذ اللقاح، وهو الذي كان يتمنى وجوده قبل عام.. تردد ومقاومة ليس لهما مبرر سوى تصديق الكذابين، وإرخاء السمع للمرجفين الذين وجدوا في كل زمن يشككون في كل شيء، ويزرعون الوساوس حيال كل توجه.

ونسمع أحياناً من يقول: متى تذهب الجائحة لنعود إلى سابق عهدنا.. وهذا في ظني ليس الأولى ولا هو الأصوب، فالجائحة ينبغي أن تكون درساً لكل فرد وكل أسرة، وكل وزارة وكل هيئة وكل منظمة أعمال في أن ما بعد الجائحة لا ينبغي أن يكون مثل قبلها.. فالجائحة بقدر ما آلمت وبقدر ما أخذت من أحبة فقد قدمت لنا دروساً مهمة الأولى بنا جميعاً أن نستفيد منها وأن نبني على ما تحقق في زمن كـورونـا لا أن نعود كما كنا وكأن الجائحة لم تعلمنا دروساً.. علينا أن نتعلّم في كل شيء، عاداتنا عباداتنا، سلوكياتنا، تجمعاتنا، قربنا، تباعدنا، تعليمنا، صحتنا، وباختصار في سلوك حياتنا ونمط معيشتنا بشكل عام.. فإن لم نخرج من الجائحة بفوائد وأنظمة تستمر معنا نكون قد فرطنا كثيراً.
‏ogaily_wass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *