إذا خيروك بين أن تدرس لمدة عامين في مجال ما، أو أن تعمل فيه مباشرة وتعتمد على اكتسابك للخبرة مع مرور الأيام ؛ فحاول دون تردد أن تختار الأمرين معاً ؛ فكلاهما لا يقل عن الآخر في الأهمية، بل إنهما يتعاضدان في بناء شخصيتك المهنية بشكل رائع.
نعم ؛ قد تختلف الظروف من شخص لآخر تجاه كل الاختيارات، ولكن الأصل يظل هو أن التعلم النظري ذا أهمية بالغة في إكساب الشخص المعلومات التي تعينه على تصور ما قد يقوم به في حال ممارسته للعمل المُوكل إليه، حتى وإن لم يكن ذلك بنسبة 100%، إلا أنه وفي نهاية الأمر تتشكل لديه الصورة الأولى لذلك العمل.
كما أن التعليم النظري لا يمكن حصره مطلقاً فيما قد يتلقاه الإنسان من معارف خلال الدراسة المنتظمة فحسب، وإنما يمتد ذلك المفهوم إلى كل ما قد يكتسبه من معلومات عن طريق التعلم الذاتي والذي قد يكون بالمشاهدة أو القراءة وحضور الدورات التدريبية … الخ.
كل ذلك لا ينتقص مطلقاً من أهمية الخبرة العملية وما تعطيه للشخص من مهارات قوية وذات أثر ملموس في بيئة العمل، بل وإننا في بعض الحالات قد نجد بعض الممارسين من واقع خبرتهم فقط أفضل بكثير من اقارنهم مما حصلوا على المعلومات النظرية دون العملية ؛ إلا أن هذا الأمر أيضاً لا يمكن أن يؤخذ كقاعدة أصيلة.
إن الخيار الأفضل دائماً هو وجود التوازن بين التعلم والعمل، فلكليهما أثره القويّ في بناء الشخصية، علاوة على أنهما ليس بالضرورة أن يتعارضا ؛ وإنما بالإمكان أن يسخرهما الشخص بالطريقة التي تسهل عليه وصوله للهدف الذي ينشده.
لنحذر أن نفاضل بين المتكاملات، ولنكن حريصين في ألا نقع ضحية للاختيارات غير العادلة، ولنتذكر دائماً ان الاستثمار في ذواتنا هو الاستثمار الرابح الذي يؤتي ثماره مع مرور الوقت؛ كل ما علينا هو أن نكون أكثر وعياً وحرصاً.
البريد الإلكتروني:
szs.ksa73@gmail.com
