نجحت الإجراءات المبكرة التي اتخذتها المملكة لمواجهة مخاطر جائحة فيروس كورونا كوفيد 19، في تخفيف حدة انتشار المرض للدرجة القصوى، في وقت اعترف العالم بنجاعة المعالجات السعودية في وضع حد لهذا الفيروس الذي يهدد صحة واقتصادات العالم، إلا أن التعاون المجتمعي يعد الحصان الرابح في كل الأوقات ومع كافة الأزمات.
صحيح أن العالم أقر بأن المملكة تتصدر حالات التعافي من كورونا بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بنسبة 96.9 %، إلا أن الأصح أن التعافي هو نتاج جهود جبارة كانت ولا زالت تسعى لكبح جماح هذه الجائحة، الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود بشكل متسارع ومتواصل، لتعزيز النجاحات من ناحية ولمنع الانتكاسة من ناحية أخرى.
وإذا كان شهر رمضان الفضيل على الأبواب، فيجب على الجميع أن يتذكر أن رمضان من العام الماضي، كانت الصورة مغايرة تماما، بسبب الحرص على الأرواح، مما استلزم وضع ضوابط لمنع التجول وقتها، لمنع التجمعات، ولأن الكل حريص على أن يكون رمضان الحالي مختلفا، يجب التنبه بأن التجمعات هي الحاضنة التي يعيش فيها الفيروس، مما يستوجب الحد منها خصوصا في هذا الشهر الفضيل الذي اعتاد الجميع على احيائه بالتجمعات وموائد الافطار والسحور.
ولأن الحرص واجب وضرورة شرعية وأخلاقية، يجب ارتقاء الوعي إلى الدرجة القصوى ليصبح رمضان شهر خير وسعادة داخل كل أسرة، بدلا من أن يتجرع بعضها مرارة الحرمان من بعض أفرادها.