اجتماعية مقالات الكتاب

الأسرة في بيئة سوية وسعيدة

الأسرة هي نواة المجتمع والحاضنة الرئيسية لأفرادها وهي التي توفر عملية الاستقرار والسعادة لأفرادها وتضطلع بتربية الأطفال على النهج السوي وتسهم في رفعة المجتمع وتلبية احتياجاته وتحقيق القيم الاجتماعية والنهوض بالجانب الاقتصادي وتوطيد الجوانب الثقافية بين أفراد المجتمع وغيره، وهي في علم الاجتماع الخلية الأساسية التي يتكون منها المجتمع وأهم جماعاته الأولية وتتكون من أفراد تربطهم صلة القرابة والرحم وتشارك الأسرة في مختلف الأنشطة الاجتماعية وغيرها.

إنه من الطبيعي أن تثور بعض الخلافات الأسرية وتؤدي إلى حدوث نوع من العلاقات المهزوزة بين أفراد الأسرة مما يفضي إلى حدوث توترات في حياتها، إذ لا تخلو أسرة من وجود اختلافات ومشاكل تطفو على السطح بين الفينة والأخرى، نظراً لأن الاختلاف أمر طبيعي .. إلا أن المهم هو تدارك وحصار هذا الاختلاف من التفاقم وحله بالطرق الودية المرضية لأطرافه حتى لا ينعكس ذلك على تنشئة أجيال المستقبل. وتعبر المشكلة الأسرية عن حالة من الاختلال الداخلي والخارجي نتيجة لحاجة غير مشبعة لدى عضو الأسرة أو مجموعة أعضائها مما ينتج عنه نمط أو أنماط سلوكية يقوم بها الفرد أو أولئك المتعاملون معه بما لا يتسق مع الأهداف المجتمعية. ومن أهم أسباب نشوء المشكلات الأسرية هو عدم اتساق الأنماط السلوكية بين الزوجين وتباين القيم والعادات والتقاليد بينهما وانعدام التعاون، فضلاً عن مشكلات الجوانب والأدوار الاجتماعية والمشكلات الاقتصادية والثقافية وغيرها.

وهنالك عدة اقتراحات لحل الخلافات الأسرية وتحقيق السعادة الأسرية التي هي مطلب مهم لاستقرار الأسرة من خلال استشاريين متخصصين لتحقيق سعادة الأفراد، وتوفير مركز متخصص بأحوال المطلقين وإصدار الدراسات والبحوث الخاصة بهم، بجانب تطوير معايير موحدة لترخيص الاستشاريين في مكاتب الاستشارات، وتوفير خدمة الاستشارة الأسرية في جميع مراكز تنمية المجتمع بالدولة، كذلك إطلاق مبادرة «توفير خدمة الاستشارة الأسرية» في جميع مراكز تنمية المجتمع بالدولة بهدف توفير الاستشارات الأسرية لتحقيق السعادة لأفراد المجتمع في المراكز التابعة للوزارة، وتخصيص مستشار في كل مركز لحل النزاعات والمشاكل الأسرية.

إن الخطر في المشكلات الأسرية يتبدى في انعكاسها وتأثيرها على تنشئة الأطفال، ذلك أن التفكك الأسري ينعكس كله على مستقبل الأطفال من خلال سلوكياتهم وانفعالاتهم وشخصياتهم ومدى انخراطهم وتفاعلهم مع مجتمعهم، لذا فإن العمل على حل المشكلات الأسرية بطريقة مثلى يفضي إلى حماية الأطفال وإعدادهم في بيئة أسرية سوية وسعيدة ليشبوا صالحين وقادرين على خدمة المجتمع والوطن في مستقبلهم المنشود.
باحثة وكاتبة سعودية
J_alnahari@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *