رياضة مقالات الكتاب

المنتخب (المُتجدد)

أنهى منتخبنا الوطني (المتجدد) لقاءه أمام المنتخب الفلسطيني بفوز عريض بخماسية؛ كنتيجة، وسيطرة كلية كمستوى، ولعل استخدامي كلمة (متجدد) لوصف المنتخب الوطني لها أسباب سأتحدث عنها في هذا المقال باختصار، ولكن من المهم أن نعترف أنه كان من المفرح مشاهدة الجماهير في المدرجات، وإن قانوا قلة إلا أنهم أعطوا نوعا من الحياة للمباراة، والكثير من الحماس للاعبين، وأمر آخر من الأمور المفرحة، هو روح وعزيمة اللاعبين التي لايمكن أن نتجاهلها، من خلال تركيزهم وروحهم خلال المباراة، وكأنهم يبعثون رسالة اطمئنان للجماهير.

فنياً، كسب منتخبنا ماهو أكثر من نقاط المباراة. فعلى الصعيد التكتيكي، لاحظنا اعتماد الضغط العالي على الخصم من منتصف ملعبه في اللقاء، وهو أمر أسهم كثيراً في السيطرة الكبيرة والاستحواذ وسرعة استرجاع الكرة، وهذا ما يؤدي إلى زيادة الضغط على لاعبي الخصم، كما لاحظنا أيضاً اللعب المباشر تجاه المرمى بدلاً من التمرير والاستحواذ السلبي بطريقة مملة، قد تلائم فرقاً في أوقات معينة، وفي أوقات أخرى قد لا تتلاءم وهو أمر يتجلى بشكل كبير في الهدفين الثاني والثالث. أمر آخر، سعدت برؤيته هي القوة في اللعب أو ما يسميه البعض باللعب البدني أو العدوانية الإيجابية، وهو أمر من أساسيات فرض الشخصية التي يقوم بها الفريق واللاعبون خصوصاً عند مواجهة الفرق الأقل فنياً منهم، خصوصاً وأن هذه الفرق تعتمد اللعب البدني، الذي قد يكون مؤذياً ومتعمداً في بعض الأحيان، ولم نكن نجاريهم فيها ، وهذا أمر لاحظته في العمري ، ومادو ، والمالكي ، وأخيراً وليس آخرا، ما لاحظته على أداء منتخبنا (المُتجدد)هو عدم اليأس، أو الخوف في الالتحام لكسب الكرة المقطوعة أو المشتركة مع لاعبي الخصم. كل تلك الأمور جعلتني كمتابع (ليس فنياً بشكل كبير) ألاحظها، وهي أمور تجعل المتابع لمنتخب وطنه يشعر بالاطمئنان والثقة تجاه اللاعبين والمدرب بشكل كبير، أو بمعنى آخر تجعل المنتخب ذا شخصية، وهو أمر نبحث عنه منذ فترة.
ربما قد تكون مجرد مباراة ، ومن المهم عدم الانجراف خلف المشاعر الإيجابية بشكل كبير، ولكن من المهم الاعتراف بها؛ حيث إنها بالإضافة إلى كنز اللاعبين الموجود لدينا سواء في المنتخب الأول أو الأولمبي، يجب أن تجعل القائمين على الكرة السعودية بالتفكير بشكل أكبر على الثبات على مدرسة فنية، وأسلوب تكتيكي للمنتخبات في السنوات القادمة.

بُعد آخر
في فيديو على قناتي، تحدثت فيه عن التشكيلة والاختيارات وذكرت أنني لن أجادل في اختيار عبدالله عطيف تحت أي ظرف، أو في أي حالة، وأعترف اليوم أنه بعد الكابتن الفيلسوف يوسف الثنيان، لايوجد لاعب يمتعني أداؤه ويجعلني أتابعه بإعجاب وابتسامة مثل الكابتن عبدالله عطيف.. عبدالله عطيف له تأثير فني كبير على أداء الهلال والمنتخب دائماً وأبداً ، وأعتقد أن لديه إمكانات كامنة ربما لم تظهر حتى الآن.
@MohammedAAmri

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *