عطاءات كبيرة اثمرت نتائج رائعة في الملتقى الرابع، لأعضاء هيئة التدريس، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، بجامعة الملك عبدالعزيز، الذي بدأ أولى جلساته يوم الأحد الماضي، واستمر على مدى يومين، برعاية معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي .. وتميز الملتقى بجهود واضحة قادها، سعادة عميد الكلية الأستاذ الدكتور محمد صالح الغامدي، ومتابعة حثيثة من سعادة الأستاذ الدكتور زيني بن طلال الحازمي، وكيل الكلية للدراسات العليا، وسعادة الدكتور حسن الشهري، وكيل الكلية للتطوير، ودور رؤساء الأقسام العلمية بالكلية، واللجان التنفيذية والتنسيقية والإعلامية، لهذه الملتقيات على مدى أربع سنوات، كانت في سنواتها الماضية حضورية، تكتظ بها قاعة المؤتمرات والمحاضرات بالحضور والمشاركات، في حراك ثقافي أكاديمي موسمي، حققت خلاله نجاحات متتالية.
وهذه المنظومة من المشاريع التنموية والإبداعية الفكرية، تواكب تطلعات القيادة السعودية، للوصول بالمملكة لأرقى المستويات الحضارية، عطفا على عنوان الملتقى، (العلوم الإنسانية والتنمية المستدامة، في ضوء رؤية المملكة 2030)، ودور اللجان العلمية والتنظيمية لاختيار أفضل المشاركات، في ظل زحمة الأبحاث وأوراق العمل، إذا ما أدركنا من منظور نقدي، أهمية هذه الأبحاث، كنواة لمستقبل العمل الأكاديمي، الذي تُعَوَّل عليه الآمال العريضة، للتنمية الحضارية، التي تنشدها بلادنا، وننتظر تحققها على أرض الواقع، في القريب العاجل، ونحن نعيش قفزة نوعية، في مجمل الجوانب الحياتية، ذات العلاقة المباشرة، برقي المجتمع السعودي وازدهاره، فهذه الملتقيات، هي من يمتلك هذه المبادرات.
ولو أمعنا النظر في تفاصيل، عناوين هذه الأبحاث وأوراق العمل، لوجدناها ثروة فكرية وعلمية، يمكننا الاستفادة منها، لعدد من السنوات القادمة، في بناء الوطن ومستقبل الأجيال، ودعامة أساسية في المُكوِّن الفكري، الذي أطلقه ولي العهد الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، برؤية جريئة لها دلالاتها وأبعادها الاقتصادية، مفادها كما تداولته وسائل الإعلام المحلية، وأعني بالمحلية، ما يَهُم المجتمع السعودي، (صُنع في السعودية)، فمكونات هذه الرؤية جاءت بدءا من انطلاقها من مهدها الأول الجامعة، وفق التخصصات التطبيقية بتقنيات العصر، وأهم مواردها البشرية، وهو الإنسان السعودي، ولم يقف الحد عند العلوم التطبيقية فقط، وإنما حشد وتكوين الرأي العام، وتأييد ودعم هذه المشاريع، التي تنفرد بها كليات الآداب والعلوم الإنسانية.
وعن الاحتفاء بالعلماء فقد دأبت هذه الجامعة العريقة، التي توِّجَت بحمل اسم المؤسس، طيب الله ثراه، كونها من أوائل الجامعات السعودية، التي تعيش بروح الشباب والتطوير، والمحافظة على سلم تصنيفها محليا وعربيا وعالميا، وليس هذا من المبالغة، وإنما من منطلق نتاج هذه الملتقيات العلمية، ومشاركاتها في برامج التنمية، فكانت حفية بعلمائها، وتكريمهم والإشادة بهم، حيث انطلقت من داخل أسوارها، كوكبة من القيادات السعودية، استلموا مواقعهم، كرؤساء لعدد من الجامعات بالمملكة، ومنهم من ذهب ليعمل في خدمة دينه ووطنه وزيرا، أو عضوا فاعلا تحت قبة الشورى، مسجلا نجاحا وتميزا، مشاركا بالرأي والقرار، من القيادات النسائية والرجالية، أما أهم مبادرات هذا الملتقى، فهي الاحتفاء بالأستاذ الدكتور إسماعيل كتبخانة، أستاذ علم الاجتماع وعميد الكلية الأسبق، الحائز على جائزة وزارة الثقافة، ووزارة الإعلام، على عمله الموسوعي، في معرض الكتاب الدولي، بالعاصمة الرياض.