فوجئنا وبالصدفة أن العاملة المنزلية التي تعمل لدينا منذ سنوات، عاشت محرومة من حنان الأم ورعاية الأب، حيث عرضوها للتبني بعد ولادتها مباشرة بسبب الحالة المادية، فهي الأخت الصغيرة لأربع شقيقات.
لقد كانت تحكي قصتها، والدموع تملأ عينيها فترفع بصرها إلى السماء في محاولة بائسة لإخفائها، دفنت طفولتها تحت تأثير المعاناة، وبعد أن اكتمل شبابها تزوجت برجل فقير أنجبت منه ابنتين، الحياة تزداد صعوبة، فقررت الرحيل لتعيش غربة جديدة من أجل توفير حياة كريمة لابنتيها.
للأسف الشديد هذا نموذج من ظلم الوالدين، حيث تسمع كثيراً من القصص المؤلمة كانت نهايتها خلف قضبان السجون، أن ذلك من أعظم الظلم عندما تنجب طفلًا، وتتركه يهيم على وجه الأرض جسدًا أثقلته الهموم بلا روح، ويتألم من ورم “الإهمال والضياع”.
فاصلة:
إن قرار إنجاب الأطفال يعني تحمل مسؤولية عظيمة بوعي، وليس تفاخرًا أو إكمال عدد، كما يفعل إنسان الغابة. “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”، والمسؤولية تتعلق بسد الاحتياجات النفسية والجسدية والاجتماعية، فمن لم يكن يستطيع تحمل ذلك فلا ينجب.
Faheid2007@hotmail.com