اجتماعية مقالات الكتاب

ريادة

مع التطور السريع الذي يحرزه مجتمعنا، راجت في السنوات الأخيرة ألقاب كثُر استخدامها، بل وصارت تُسبغُ كيفما اتفق.. مثال ذلك: “رائد أعمال” ، “رائدة أعمال”، مستشار، سفير جمعية كذا أو منظمة كذا، مدرب معتمد، مدرب مدربين، مدرب دولي، واتسع بشكل كبير جداً نطاق من صار يضيفها إلى اسمه في وسائل التواصل الاجتماعي وفي السير الذاتية دون أن يُعرفَ مسوغات ومؤهلات منح وإضفاء مثل هذه الألقاب، ولا مدة تمتع من تمنح له بها..

فمثلاً (رائد أعمال)، ما الشيء غير المألوف، ولم يكن موجوداً من قبل، الذي جاء به حتى يتمتع بهذا اللقب.. وهل يعقل أن يُساوى من يصنع قهوة أو ساندويتش برجر برائد في الفكر والعلم والطب والفضاء والصناعة وغيرها.. أيضاً لقب (مستشار) كيف يُمنح ومتى يُمنح؟ ومتى يستحقه المرء.. تقول بعض التوصيفات إن الفرد لابد أن يستمر في مهنته أو تخصصه لمدة لا تقل عن 25 عاماً متصلة متواصلة لكي يكسب خبرة تُمكنه من تقديم استشارات في مجاله.. كذلك لقب (سفير) رأينا أنه صار يمنح بمجرد زيارة لجمعية أو منظمة، وحتى دون زيارة.!! ولا تحدد مدة التمتع بهذا اللقب، كما لا يعرف عـلى أي أساس منح فلان أو فلانة لقب سفير لجمعية كذا ومنظمة كذا..

وعلى الأغلب فإن عدم وجود أنظمة داخل هذه الجمعيات وهذه المنظمات تحدد بدقة كيفية منح هذا اللقب ومدة تمتع الفرد به.. والشيء نفسه ينسحب على من يطلق على نفسه لقب مدرب دولي ومدرب معتمد ومدرب مدربين.. وهنا يلوحُ سؤالٌ مهم: ما هي الجهة الرسمية داخل المملكة المخولة بوضع أنظمة تحدد كيفية منح هذه الألقاب؟.
لعل هذه الكلمات تحرك ماءً راكداً بشأن الألقاب والمصطلحات التي صارت تستغل دون ضابط، ودون مدى زمني لمدة التمتع بها.
‏ogaily_wass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *