من منا لا يرغب في أن يكون منجزاً في حياته، وأن يحقق أهدافه التي يسعى إليها ؟، وكم من شخص بيننا الآن يجاهد ذاته ليصل إلى ما يريد، ورغم ذلك كله قد يجد نفسه يشعر بشيء من الإحباط أو اليأس لكون نقطة الهدف بعيدة.
هذا الشعور المُتعب ينبع من كون البعض لا يدرك أن النجاح الكلي ليس إلا تراكماً لنجاحات متوالية، أتت مع مرور الأيام، – أي – أنه لا يوجد ناجح لم يتدرج في سلم النجاح إلى أن وصل لمبتغاه، وكلما أدركنا هذه الحقيقة انشغلنا باللحظة التي نعيشها ونصنع أحداثها، من دون أن نقلق من القادم.
بل إنه كلما كنا قادرين على اتقان صناعة الحاضر، كانت فرصة اقترابنا من المستقبل الذي نطمح إليه أكبر، إضافة إلى أن كل نجاح يُصنع هو في حد ذاته خبرة جديدة مكتسبة نستفيد منها في الخطوة التي بعدها، وهذا الأمر في غاية الأهمية؛ لأنه يأخذنا إلى ضرورة التفريق بين النجاح الحقيقي والنجاح الوهمي.
الأشخاص الوهميون وإن اعتقدوا أن صناعتهم للنجاح حقيقة، يمكن أن يتم إثبات العكس من خلال نقاش سريع معهم حول ذلك الإنجاز، بينما تجد من أنجزوا عن جداره، تكون لديهم القدرة على الحديث عن أدق التفاصيل لكونهم جزءاً أصيلا من التجربة، قد شكلوها وتشكلوا بها، علاوة على شعورهم بالراحة النفسية.
يظل مفهوم النجاح مفهوماً عميقاً، بعمق النفس البشرية، وتظل صناعته صناعة تراكمية، كما أن أثره كذلك دائماً لا يقف على الناجح فحسب وإنما يتجاوز إلى غيره أيضاً، وهنا يكمن المعنى الراقي للتأثير الإيجابي.
حق مشروع لنا جميعاً أن نسعى لتحقيق أهدافنا، ولكن علينا أن نتذكر دائماً أن عمل اليوم ما هو إلا مؤشر للغد، كما أن تجارب الماضي كتاب جيد يجب أن نستخلص منه الفوائد والدروس التي نستعين بها في حاضرنا.
البريد الإلكتروني :
szs.ksa73@gmail.com