البلاد – مها العواودة
بعدما طويت صفحة تأليف الحكومة اللبنانية، إثر إصرار رئيس الجمهورية ميشال عون على “الثلث المعطل”، مدعوما من زعيم ميليشيا حزب الله، ذراع إيران في لبنان، الذي فخخ التأليف بدعوته لتشكيل حكومة “تكنوسياسية”، أكد مسؤولون وسياسيون لبنانيون أن البلاد ذاهبة للمجهول ولا مناص من تدويل الأزمة لإيجاد حل جذري لها.
وقال الوزير اللبناني الأسبق إيلي ماروني، إن عون وحزب الله أسقطوا المبادرة الفرنسية بتعنتهم، ليصبح لبنان في انتظار وساطة أخرى لإنقاذه من الانهيار، مؤكدا أن الفشل كان متوقعا في ظل تعمد حسن نصر الله زرع الألغام أمام تشكيل الحكومة ودعوته إلى حكومة “تكنوسياسية”، وهو ما يريده عون وباسيل في حين يرفضه رئيس الحكومة المكلف الذي يصر على تنفيذ المبادرة الفرنسية ويدعو لتشكيل “حكومة إختصاصيين”.
ولفت ماروني إلى أن “الجرة كسرت” بعدما كشف الحريري عن نوايا عون ومخططه لتشكيل حكومة من 22 وزيرا بها “الثلث الضامن له ولحزبه”، مبينا أن الأمل انقطع تماما الآن في تشكيل الحكومة ما يجعل الأمور تمضي لمزيد من التأزم اقتصاديا وأمنيا واجتماعيًا.
ويرى مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية للعلاقات الخارجية إيلي خوري، إن الفشل في تشكيل الحكومة بسبب تعنت تحالف “حزب الله – عون”، ينذر بمزيد من المخاطر والفوضى والعودة إلى الشارع، مؤكدًا عدم وجود مخرج حقيقي دستوري وميثاقي في المدى المنظور يرضي جميع الأطراف اللبنانية الفاعلة والمؤثرة.
في السياق ذاته، أكد أستاذ الدراسات السياسية في كلية الدعوة ببيروت الدكتور هشام عليوان، أن انسداد الأفق في لبنان على كل المستويات، يدفع إلى الاستنجاد بالمجتمع الدولي، أو ما يعرف في الأدبيات السياسية “تدويل الأزمة اللبنانية”، وأن لبنان كدولة سائرة نحو الاضمحلال بسبب حزب الله وحلفاؤه، مشيرا أن جوهر الأزمة حالياً، هو الحزب الموالي لإيران، الذي يتحكم بكل مفاصل اللعبة السياسية، ويرهن البلاد في سياق الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة، وأنه بات واضحاً أن الإفراج عن التشكيلة الحكومية مرتبط بمصالح أجنبية، لا وطنية، كجزء من الصراع الإيراني الأمريكي بشأن الاتفاق النووي.
وتابع” الحكومة المزمع تشكيلها ينبغي أن تعكس موازين القوى في الإقليم، برأي هذا الحزب. وما تسعير الهجمات الحوثية في اليمن وضد السعودية، إلا جزء من لعبة الابتزاز السياسي، يريدون فرض موازين قوى في لبنان من خلال الجبهات الساخنة في اليمن وكانوا قد فرضوا على الرئيس سعد الحريري عام 2016 انتخاب حليفهم ميشال عون رئيساً للجمهورية، بعد تغيير موازين القوى العسكرية في سوريا”، منوهاً إلى أنهم يقاتلون عسكرياً في الخارج، ويفرضون سياسياً في الداخل. ونوه عليوان، إلى أن الحل اللبناني موجود في الخارج وبدرجة كبيرة وأن تغيير الموازين في المنطقة، وممارسة ضغوط غربية حقيقية على إيران، يبدوان وكأنهما السبيل الوحيد للحل.