البلاد – رضا سلامة
ارتدت أفعال إيران الشريرة عليها في أكثر من ملف؛ إذ أعلنت الدولية للطاقة الذرية أن الاتفاق النووي الإيراني “مات”، وأن السبيل الوحيد للمضي قدما هو “اتفاق جديد”، بينما قطعت الولايات المتحدة بأن طهران ستدفع ثمنًا باهظًا حال استهدف أي أفراد أو منشآت أمريكية.
وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن الاتفاق النووي القديم المبرم بين إيران والقوى العالمية الست الكبرى، أمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا، لم يعد قائما، وأن الطريقة الوحيدة للمضي قدما هي في اتفاق جديد، مشيرا إلى أن انتهاكات إيران جعلت العودة السريعة للاتفاق السابق مستحيلة، مضيفًا أن “عدة أمور وتطورات جرت في السر مؤخرًا”، في إشارة إلى الانتهاكات الإيرانية الجسيمة للاتفاق، لا سيما بعد رفع طهران نسب تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20٪ واستخدام أجهزة الطرد المركزي المتطورة IR-4 وزيادة مخزون اليورانيوم المخصب إلى 13 ضعف الكمية المتفق عليها.
وشدد غروسي، على أن الوكالة لا تقبل استخدام إيران لقضية تفتيش المنشآت النووية كورقة ضغط، منوهًا إلى أن الوكالة الدولية لا تملك سلطة رفع العقوبات عن طهران. وأعلن غروسي، في وقت سابق، أن التحقيق الدولي في الأنشطة النووية الإيرانية قد يستمر لسنوات، لافتًا إلى أن الأشهر القليلة المقبلة ستكون معقدة جدًا فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، وأضاف – في حينه – أنه حتى لو تمكنت طهران من توضيح مصدر جزيئات اليورانيوم التي اكتشفت العام الماضي في عدة مواقع غير معلنة، فلن ينتهي عمل فريق التفتيش الدولي.
وكانت الوكالة الدولية أعلنت عن إجراء محادثات فنية في أبريل المقبل، حول كيفية اختفاء جزيئات من اليورانيوم عمرها عقود من مستودع في طهران، بالإضافة إلى مواقع أخرى. يأتي هذا فيما أفاد تقرير لصحيفة “ديلي تلجراف” اللندنية، أن المسؤولين الغربيين قلقون من تستر إيران على برنامجها النووي.
وأضاف التقرير أن المعلومات التي حصلت عليها وكالات الاستخبارات الغربية، تظهر أن إيران تتعمد إخفاء أجزاء رئيسية لبرنامجها النووي يمكن استخدامها لصنع أسلحة نووية عن مفتشي الأمم المتحدة، كما تظهر المعلومات الجديدة هذه أن إيران تستخدم أجهزة ومعدات بشكل سري من أجل تخصيب اليورانيوم، وأنه يجري تخزين مواد حساسة مثل ألياف الكربون، التي يمكن استخدامها في إنتاج أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، في مواقع سرية يديرها الحرس الثوري الإيراني، الذي يتحمل المسؤولية الكاملة عن برنامج إيران النووي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في أحد أجهزة المخابرات، أن الاكتشافات الجديدة التي تعكس محاولات إيران إخفاء عناصر حيوية من برنامجها النووي عن العالم الخارجي، أظهرت أن طهران لم تكن تنوي الوفاء بالتزاماتها الدولية بموجب شروط الاتفاق النووي، مضيفًا أن هذا الأمر علامة أخرى على أن النظام الإيراني لا يزال يسعى إلى امتلاك أسلحة نووية.
إلى ذلك، وبعد التقارير عن تهديدات إيرانية ضد قاعدة عسكرية في الولايات المتحدة، شدد مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، على أن طهران ستدفع ثمنًا باهظًا إذا دخلت في هذا المسار، مؤكدا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يأخذ على محمل الجد التهديد الذي تشكله إيران على الأفراد والموظفين والمنشآت والمصالح الأمريكية في المنطقة وفي الولايات المتحدة.
جاء ذلك تعقيبًا على ما أعلنه مسؤولان في المخابرات الأمريكية، أشارا بحسب ما نقلت وكالة “أسوشييتد برس”، إلى أن إيران وجهت تهديدات ضد قاعدة فورت ماكنير العسكرية في العاصمة الأمريكية، وضد نائب رئيس أركان الجيش الجنرال جوزيف مارتن.