البلاد – مها العواودة، بيروت
يأبى “حزب الله” وحلفاؤه، إلا أن يجروا لبنان إلى دمار شامل، بتعنتهم في تشكيل الحكومة، وفقا لنائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية الدكتور سليم الصايغ، الذي اعتبر إعلان حسن نصرالله الأخير، ومطالبته بحكومة “تكنوسياسية”، تلويح صريح وتهديد بحرب أهلية في البلاد. وقال الصايغ : “حزب الله يعلن ما هو معروف وما نقوله منذ زمن، فهو يهدد بالحرب الأهلية ويقف ضد الشعب المظلوم الذي يحتج على سياسة الحزب التي دمرت البلاد، ويضع مسافة سياسية وهمية بينه وبين الجميع في محاولة للتنصل من الوضع المأساوي الحاصل”، مؤكدا أن “حزب الله” لا يزال يتحكم بمفاصل اللعبة في لبنان بإيعاز من المحور الإيراني.
وفي إطار انسحاب فرنسا، واكتفاء أمريكا بدعوة الفرقاء للتوافق ودعوة البطريرك بشارة الراعي للتدويل، التي جوبهت بمحاذير تحالف “عون – حزب الله”، أكد الدكتور الصايغ وجود التفاف وطني كبير حول مبادرة البطريرك الراعي، باستثناء “حزب الله” وأعوانه، مشيرا إلى أن المطلوب في لبنان اليوم حل مستدام وليس الاستقرار “الهش”. وأضاف “في اعتماد الحياد مصلحة عامة للبنان وللجميع، فأي تغيير إقليمي يتطلب أن يكون لبنان قادرا على حماية نفسه في السياسة والأمن، ونحن نطالب بالحياد الإيجابي والقوي، حيث يكون لدينا جيش قادر واحتياطٍ شعبي في إطار الدولة تماما كما يحصل في سويسرا”. ولفت الصايغ، إلى أن حزب الله يراهن على الدعم المفتوح من ايران، في حين يراهن الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة على دعم غربي فرنسي، فيما يراهن رئيس الجمهورية على دعم حزب الله، منوها إلى أن اعتذار الحريري عن تأليف الحكومة غير مجدٍ، مؤكدا أن اللبنانيون يريدون السلام في الوقت الذي يلوح حزب الله بالحرب للتهويل وانتزاع التنازلات، وإذا انهار الوضع لن يستفيد أحد، بينما سيخسر الجميع. من جهته، عبر البطريرك بشارة الراعي عن دعمه لجميع المبادرات والمساعي على خط تأليف الحكومة اللبنانية، متمنيًا أن يسفر لقاء اليوم بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف عن نتيجة إيجابية لتشكيل حكومة إنقاذ تضم اختصاصيين مستقلين ووطنيين لحماية لمصالح الدولة والمواطنين.
وقال الراعي موجهًا حديثه لمعرقلي تأليف الحكومة، أمس: “كفى اقتراحات جديدة وشروط تعجيزية غايتها العرقلة والمماطلة”، في إشارة إلى الثلاثي عون وباسيل وحزب الله، ذراع إيران في لبنان، وأضاف “تأليف حكومة للبنان فقط، وللبنانيين فقط، لا يستغرق أكثر من 24 ساعة، لكن إذا كان البعض يريد تحميل الحكومة العتيدة صراعات المنطقة ولعبة الأمم والسباق إلى رئاسة الجمهورية وتغيير النظام والسيطرة على السلطة والبلاد، فإنها ستزيد الشرخ بين الشعب والسلطة، وستؤدي إلى الفوضى، والفوضى لا ترحم أحدا بدءا بمفتعليها”.
وبينما يعلق البعض الآمال على لقاء عون والحريري، تشير المواقف إلى صعوبة أن يثمر اللقاء عن اختراق نحو تشكيل الحكومة. يأتي هذا فيما يواصل جيش حزب الله الإلكتروني بـ”شيطنة” قيادات الحراك اللبناني والتشهير بهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت ذريعة أنهم مسؤولون عن قطع بعض الطرق ولا سيما طريق “برجا – الجية – السعديات صيدا”، في مؤشر على حملة قمع ستشنها ميليشيا حزب الله ضد نشطاء الحراك.