اجتماعية مقالات الكتاب

تبني القيادات الوطنية

تضطلع القيادات الإدارية والمهنية بدور كبير في عملية التنمية والبناء في كافة المجالات، فهي بمثابة المحرك الذي يدفع القطار، وقد أصبح الاهتمام بتطوير القيادات الوطنية وتبنيها ذا أهمية كبيرة في عملية التنمية المستدامة وزيادة الإنتاج، لذا فإن المنشآت التي تنشد البقاء والتطور تسعى إلى استقطاب المهارات القيادية باعتبارها جانباً مهماً لعملية التطور والإضافة والإبداع، ذلك أن من أهم الاستثمارات التي يمكن أن تستثمر فيها المنشأة هو البحث عن القادة واستقطابهم وتمكينهم لقيادة التطوير والإبداع.

والقيادة لها تعريفات شتى لكنها باقتضاب كما عرفها Kotter (هي التي تحدد ما ينبغي أن يبدو عليه المستقبل وتوائم الناس مع تلك الرؤية وتلهمهم لتحقيق ذلك على الرغم من العقبات، وهنالك تعريف آخر بأنها التي تأخذ في الاعتبار جوانب مثل مهارات الاستماع والتعاون والمساندة والتوجيهات الرائدة وبعد التعاطف والقدرة على التواصل بشكل فعال من أجل فهمها ومتابعتها.

إن القيادة الناجحة تمثل أساساً جوهرياً لتقدم المجتمعات وتطورها نظراً لتأهيلها العالي وقدرتها على تنسيق الجهود البشرية وحفزها لتحقيق أهدافها، كما تساهم القيادة المؤهلة في توجيه العاملين وحفزهم للتميز واستثمار طاقاتهم بشكل فعال، فدور القائد الإداري المهني مهم في أداء المنشأة، فالقادة الفاعلون باستطاعتهم جذب المواهب المميزة لمنشآتهم واستمرارهم فيها وخلق بيئة عمل معافاة يشارك فيها كل العاملين بدور إيجابي، وفي الكفة الأخرى فأولئك غير الفاعلين لهم أدوار سلبية على أداء المنشأة من خلال إضعاف عملية التواصل بين أفرادها الأمر الذي يؤثر على مسيرة المنشأة وتطورها.

وفي سبيل الاستفادة القصوى من القيادات الوطنية المؤهلة، فإنني أقترح حصرها ووضعها في قاعدة بيانات في متناول المؤسسات والمنظمات، وتصنيف أصحاب المؤهلات العالية في التخصصات للرجوع إليهم في الاستشارات، بجانب تبني الدولة للقيادات وذوي المؤهلات العالية من خلال جهة تقوم بترتيب برامج للاستفادة من مؤهلاتهم وخبراتهم، كما تقوم هذه الجهة بإضافة كل جديد لهذه الفئة في قاعدة البيانات، فضلاً عن اقتراحها لأسماء القيادات وأصحاب الدرجات العلمية الرفيعة للمؤسسات والمنظمات التي تنشد الاستفادة من خبراتها، والاتفاق مع الجامعات على برامج الزمالة بعد الدكتوراه، كما تكون هذه الجهة مركزاً لاعتماد الاستبيانات البحثية والدراسات المختلفة ونشر الدوريات في شتى التخصصات وفقاً للمؤهلات العلمية الموجودة في قاعدة البيانات من خلال الاتفاق مع أصحاب المؤهلات المتشابهة بعمل دورية في مجالهم، وفوق هذا كله ينبغي الاستثمار في تطوير مهارات قادة المستقبل وتدريبهم ليقودوا مؤسساتهم إلى آفاق جديدة من النجاح وتحقيق الأهداف.
باحثة وكاتبة سعودية
J_alnahari@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *