جدة – البلاد
يقف الجيش السعودي على قاعدة صلبة، تمكنه من مواجهة المخاطر المتعددة في آن واحد، لما يملكه من قوة عتاد بشري ومادي، وأسلحة متطورة، بإمكانها التصدي للأعداء في مختلف الجبهات، بدليل مواجهة القوات السعودية للمد الإيراني في اليمن، وقطع الطريق على العبث الحوثي، وحماية الحدود وخطوط إمداد الطاقة، ومكافحة الإرهاب، وتنفيذ المناورات المشتركة مع 5 دول في الوقت ذاته، مايشير إلى الإمكانات العالية التي تتمتع بها المنظومة العسكرية في المملكة، ويؤكد أن قوتها لا تضاهي.
خمس مناورات نفذتها القوات السعودية خلال شهر مارس الجاري، آخرها تمرين مركز التفوق الجوي 2021، في قاعدة مصحف الجویة بمدینة سرغودها بجمهوریة باكستان الإسلامیة، إذ تشارك فیه القوات الجویة الملكیة السعودیة بعدد من الطائرات المقاتلة الحدیثة، من نوع “التورنیدو” مع كامل أطقمها الجویة والفنیة والمساندة، فيما وقف قائد القوات الجویة الملكية السعودية الفریق الركن تركي بن بندر بن عبدالعزیز أمس، على استعدادات مجموعة القوات الجویة المشاركة في التمرین، مستمعا إلى إیجاز من قائد مجموعة القوات الجویة المشاركة عن الاستعدادات والتحضیرات، وجاهزیة الطاقة البشریة والمنظومات العسكرية.
وشهد الأسطول الغربي أمس، انطلاق مناورات التمرين البحري الثنائي المختلط «الفلك 4» بين القوات البحرية الملكية السعودية والقوات البحرية السودانية، التي تستمر حتى الخميس القادم، بهدف توحيد المفاهيم وتبادل الخبرات من خلال تنفيذ التدريبات المشتركة مع مشاة البحرية ووحدات الأمن البحرية الخاصة، ومجموعة الطيران البحري، ومجموعة سفن الإسناد، ومجموعة الزوارق بالأسطول الغربي، وفقا لما ذكره قائد التمرين العميد البحري الركن هزاع المطيري، مبينا أنه سيتم تطوير عملية القيادة والسيطرة أثناء تنفيذ العمليات المشتركة بين القوات البحرية الملكية السعودية، والقوات البحرية السودانية الشقيقة لضمان حرية الملاحة البحرية والأمن البحري في البحر الأحمر.
وسبق المناورات مع السوادن وباكستان خلال الشهر الجاري، تمرين “عين الصقر 1″ في اليونان، بمشاركة القوات الجوية الملكية السعودية، إذ نفذت خلاله طلعات جوية مشتركة من طائرات القوات الجوية الملكية السعودية “F-15C” وطائرات القوات الجوية اليونانية “F-16” و”ميراج-2000” و “فانتوم ف-4” في سماء البحر الأبيض المتوسط، حيث تمحورت المناورات على تنفيذ العديد من الطلعات الجوية التدريبية التي تشتمل على عمليات مضادة بنوعيها الهجومية منها والدفاعية وعمليات الإسناد الجوي، في تأكيد على الجاهزية لأي مستجدات قد تحدث بالمنطقة.
وفي السياق ذاته، نفذت القوات البرية الملكية السعودية ونظيرتها من القوات الأمريكية مناورات التمرين المشترك “مخالب الصقر 3″، الأسبوع الماضي، في المنطقة الشمالية الغربية بالمملكة، بهدف توثيق العلاقات العسكرية المتبادلة بين البلدين، وتوحيد المفاهيم العسكرية من خلال العمل المشترك بين قوات الجانبين، وتبادل المعلومات والخبرات العسكرية، وتحسين التوافق بين المعدات والعقائد العسكرية؛ لرفع مستوى الجاهزية والقدرة على العمل مع القوات الصديقة، والاستعداد لمواجهة أي تهديدات خارجية.
وليس ببعيد عن هذه التدريبات، مناورات التمرين العسكري المشترك «علم الصحراء 2021»، التي تجمع بين القوات الجوية السعودية والقوات الإماراتية، وقوات عدد من الدول الشقيقة والصديقة، حاليا في قاعدة الظفرة الإماراتية، حيث تشارك القوات الجوية السعودية في التمرين بطائرات مقاتلة من طراز «ف – 15 سي / إي» بكامل أطقمها الجوية والفنية. ويأتي التمرين ضمن الخطط والبرامج التدريبية لصقل وتطوير مهارات الأطقم الجوية والفنية والإدارية، التي من شأنها دعم الجاهزية القتالية.
وفي الأسطول الشرقي بالمملكة، انطلقت أمس، مناورات التمرين البحري المشترك “التصدي 4″، الذي تنفذه القوات البحرية الملكية السعودية بمشاركة وحدات من الأسطول الشرقي، ووزارة الداخلية ممثلة بحرس الحدود بالمنطقة الشرقية، ورئاسة أمن الدولة، ووزارة الطاقة ممثلة بشركة أرامكو السعودية وشركة أرامكو لأعمال الخليج، وذلك بقاعدة الملك عبدالعزيز البحرية في الجبيل.
ويهدف تمرين “التصدي 4” إلى رفع الجاهزية والاستعداد لجميع الوحدات المشاركة للتصدي للعمليات الإرهابية على المنشآت البترولية، وتعزيز توحيد مفهوم العمل المشترك بين الوحدات المشاركة، إضافة إلى رفع مستوى التنسيق وتبادل المعلومات، كما يهدف إلى توحيد مفهوم القيادة والاتصالات بين الوحدات المشاركة أثناء تنفيذ الخطة، والتدريب على تمرير البلاغات والمعلومات، وإيصالها لمركز العمليات.
كل هذه المناورات التي تجري خلال شهر واحد تؤكد حقيقة قوة جيش المملكة وجاهزية قواته في أي زمان ومكان لوقف التهديدات الماثلة بالمنطقة، وحماية خطوط إمداد الطاقة العالمية، والتصدي للمليشيات الإرهابية بحزم.