حصاد الأسبوع

موائد الحرمين.. بشارة تعافٍ

البلاد – مها العواودة

غابت بسبب الجائحة، وافتقدها زوار الحرمين لعام كامل، وعادت الآن لتروي ظمأ الصائمين بساحات الحرمين الشريفين، مانحة بشارات تعافي المجتمع من “كوفيد 19″، بيد أنها في الوقت ذاته تحتاج لحذر في التعامل، وفقا للضوابط والاحترازات الوقائية لحماية قاصديها من فيروس كورونا المستجد، فموائد إفطار الحرمين التي عادت هذا العام تبشر بخير قادم، وفقا لاستشاريي أمراض معدية، ومسؤولين، أكدوا أنه بالرغم من السماح بها غير أن الحذر حتمي.

وقالت مستشارة أمين العاصمة المقدسة الدكتورة سمية بنت عزت شرف لـ”البلاد”، إن تعامل المملكة مع أزمة كورونا، بذكاء وحكمة، ووعي، يمهد إلى عودة الحياة الطبيعية بالتدريج، مبينة أنه في ظل بشارات التعافي التي تشهدها المملكة، هناك حرص على المواءمة بين رجوع الحياة لطبيعتها والالتزام بالإجراءات الاحترازية، والتباعد الاجتماعي، وإجراءات السلامة، والنظافة، معتبرة أن الموافقة على فتح باب الحصول على تصريح إفطار صائم في الحرم المكي الشريف تستلزم على المواطنين الالتزام بالإجراءات الاحترازية داخل الحرم والحرص على سلامة الطعام المتداول، والحرص على أخذ لقاح كورونا تفادياً للإصابة وتحقيقاً لسلامة الجميع.

وأشارت الدكتورة سمية، إلى ضرورة تكثيف الجهود الفردية للمواطنين انطلاقاً من مبدأ “المواطن مسؤول” في معاونة الجهات العلمية والصحية والرقابية، ومساندتهم في نشر الوعي والامتثال للإجراءات تحقيقاً للسلامة، وتجنباً لانتشار الأمراض والأوبئة.
ويرى استشاري الأمراض المعدية الدكتور وائل باجهموم، أن البشارات تتوالى تباعا بدليل عودة تصاريح إفطار صائم في الحرمين مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية حفاظا على سلامة الجميع، ما يؤكد جني الثمار الطيبة للإجراءات السابقة، وبالتالي العودة إلى الحياة الطبيعية تدريجيا، خصوصا بعد منح اللقاح لقرابة 3 ملايين شخص حتى الآن، ومع دخول رمضان يتوقع أن يتضاعف عدد المطعمين بشكل كبير، داعيا إلى التعاون الدائم في تطبيق الاحترازات وعدم التهاون والمبادرة إلى أخذ اللقاح للوصول إلى الهدف المنشود والعودة للحياة الطبيعية.


في السياق ذاته، أكد الداعية الإسلامي الشيخ محمد السبر، أن إقرار الجهات المختصة عودة موائد إفطار الصائمين بالحرمين شيء إيجابي للغاية، لأن هذه الموائد من التكافل الاجتماعي في الإسلام. وأضاف “ينبغي على الجميع الالتزام بالإجراءات الاحترازية من تباعد، واستخدام تطبيق توكلنا، ومراعاة المعايير الصحية بالنسبة للعاملين والمشرفين على الموائد، وغيرها من الإجراءات الصحية المهمة لتفادي المخاطر الصحية”.

ولفت السبر، إلى أنه يمكن تطوير المشاريع وتأهيلها من جهة المكان والإمكانات التي تتواءم مع التدابير الوقائية، وكذلك إيجاد البدائل التقنية والتطبيقات الذكية لتقوم الشركات بتأمين الوجبات بالتنسيق مع رئاسة الحرمين، وتوزيعها لضيوف الرحمن والمصلين في أماكنهم بطرق آمنة، وبشكل حضاري، يترجم جهود المملكة وريادتها في مواجهة الأزمات.

وتابع: “الدولة وفقها الله خطت خطوات متميزة في مواجهة الوباء والخروج من هذه الأزمة بأقل الأضرار، بل بنقلة نوعية وإبداعية في التعاطي مع المرضى والمصابين والخدمات لذلك أصبحت المملكة مضرب مثل ومحل ثناء من الجميع دول العالم”، مشيرا إلى جهود الدولة على كافة الصعد إزاء تطبيق الإجراءات الاحترازية بشكل تام في المساجد والجوامع، مع حث المصلين والعاملين بالمساجد على ذلك، ومراقبة الوضع وتقييمه خاصة في الحرمين الشريفين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *