البلاد – محمد عمر
أدانت المملكة بأشد العبارات، اقتحام المتظاهرين لقصر المعاشيق في عدن اليمنية أمس الأول، مؤكدة في بيان أصدرته وزارة الخارجية، دعم الحكومة اليمنية التي باشرت مهامها في العاصمة المؤقتة عدن بتاريخ 30 ديسمبر 2020م برئاسة الدكتور معين عبدالملك، وأهمية منحها الفرصة الكاملة لخدمة الشعب اليمني في ظل الأوضاع الإنسانية والاقتصادية الصعبة الراهنة.
ودعت المملكة طرفي اتفاق الرياض للاستجابة العاجلة والاجتماع في الرياض لاستكمال تنفيذ بقية النقاط في الاتفاق، مؤكدة أن تنفيذ اتفاق الرياض ضمانة لتوحيد الصفوف لمختلف أطياف الشعب اليمني وحقن الدماء ورأب الصدع بين مكوناته، ودعم مسيرته لاستعادة دولته وأمنه واستقراره، ويسهم في تكريس أمن واستقرار اليمن، ودعم جهود التوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن. ورحبت الحكومة اليمنية، ببيان الخارجية السعودية، بينما شدد المجلس “الانتقالي الجنوبي” على أهمية استكمال تنفيذ اتفاق الرياض، في وقت أكد مسؤولون يمنيون أن دعوة المملكة طرفي اتفاق الرياض إلى الاجتماع في العاصمة السعودية لبحث تنفيذ بقية بنود الاتفاق، يدل على تواصل جهد المملكة لتوحيد الصف الوطني اليمني، ومنع تشظي جبهة الشرعية، الذي لا يصب إلا في صالح المشروع الحوثي الإيراني. وقال رئيس مجلس الشورى اليمني، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، إن دعوة المملكة لطرفي اتفاق الرياض بالعودة للحوار دعوة أخوية كريمة، تدرك عمق الأزمة في عدن والمحافظات القريبة منها، وتحرص على لم الشمل والسمو فوق الجراح، مشددًا على أن المملكة كانت وستبقى معنية بما يجري في اليمن، ذلك شأنها مع كل العرب، لموقعها القيادي المتقدم من الأمة العربية ولمكانتها في العالم الإسلامي. وأضاف “يحدونا الأمل أن تتكلل جهود الأشقاء بالنجاح، نحن نقدر اهتمام القيادة السعودية، بالتطورات في عدن، ذلك لأن هناك عدوا واحدا هو الجماعة الحوثية العدوانية، الذراع الإيراني المتطرف في اليمن، وأن تركيز الجهود لتوحيد الصف الوطني عنصر رئيسي لتحقيق النصر”. ولفت إلى أن اتفاق الرياض كل لا يتجزأ، وتطبيقه بصورة كلية بشقيه السياسي والعسكري يعد شرطًا لازمًا ومصلحة وطنية لطرفي الاتفاق وضمانة لتحقيق الاستقرار في عدن.
وأشاد وكيل وزارة الخارجية اليمنية الدكتور منصور بجاش، بدور المملكة في تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، مثمنا ما تقوم به من جهود كبيرة في سبيل تنفيذ اتفاق الرياض، الذي ينسجم مع المواقف الأخوية التي تبذلها المملكة في استعادة الدولة والحفاظ على الوحدة اليمنية وتوحيد الصف لمواجهة المليشيات الحوثية، بالإضافة إلى تلك المواقف السياسية والدعم الإغاثي والإنساني من خلال الدعم السخي الذي يقدمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
بدوره، أكد وكيل وزارة الإعلام اليمنية الدكتور نجيب غلاب، أهمية الدور المحوري للمملكة في الوصول إلى حلول سياسية تقود إلى تجميع كافة القوى الوطنية بما يمكنها من بناء إرادة وطنية جامعة تمكنهم من استعادة دورهم في خدمة وطنهم من خلال بناء الدولة، مشيرا إلى أن اتفاق الرياض أحد المرتكزات المهمة لدعم استقرار وأمن اليمن، وأن الدور السعودي فاعل ومركزي في تثبيت الأمن والاستقرار في كل المناطق اليمنية ومدخل للحل السياسي السلمي.
في السياق ذاته قال السفير عبد الوهاب طواف، إن للمملكة الدور الأبرز والأكثر أهمية في دعم اليمن قبل كارثة الحوثي وبعدها، وهي التي تحظى بثقة جميع القوى السياسية اليمنية، والتي حقنت الدماء مؤخرا باتفاق الرياض، فيما يرى عضو دائرة الشؤون الإعلامية والثقافية برئاسة الجمهورية، ومستشار وزير الإعلام والثقافة، الدكتور ثابت الأحمدي، أن دعوة المملكة لطرفي الاتفاق إلى حوار عاجل في الرياض تأتي في إطار جهودها التاريخية ومساعيها الحميدة في التوصل إلى حل شامل للمشكلة اليمنية التي تستجد بعض تفاصيلها بين الفترة والأخرى، مشددا على أن اتفاق الرياض يمثل المخرج الوحيد لتوحيد الجهود نحو الهدف الكبير، وهو القضاء على ميليشيات الحوثي الإرهابية الإيرانية.
إلى ذلك، قال عضو الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، نعمان الحذيفي، إن الدعوة السعودية لبحث تنفيذ بقية بنود اتفاق الرياض، ضرورة حتمية لازالة بقية التحديات والعراقيل التي تواجه الحكومة الشرعية في مهامها على الأرض للقيام بواجبها تجاه المواطنين في المحافظات المحررة بما فيها العاصمة المؤقته عدن، مشيرًا إلى أن تطبيق بنود اتفاق الرياض هو السبيل لتفادي التشرذم داخل صفوف الشرعية.