متابعات

مسارات «قيادة» لليتيمات وبنات الشهداء وذوات الاحتياجات

جدة ـ رانيا الوجيه – ياسر بن يوسف

تقدمت المرأة السعودية بخطوات ثابتة نحو التمكين الاجتماعي ، بعد صدور العديد من القرارات والتشريعات والأنظمة التي تعزز مكانتها وتحفظ حقوقها الشخصية والاجتماعية، وضمان مشاركتها في منظومة التنمية وصناعة القرار، بفضل ما أولته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – وولي عهده الأمين من رعاية ودعم لملف تمكين المرأة وفق رؤية المملكة الطموحة 2030 .
حلم أصبح حقيقة، فقد أصبح للمرأة السعودية الحق في قيادة السيارات، ضمن حزمة إصلاحات اجتماعية تتبناها المملكة وبناء على تعليمات رئيس جامعة الملك عبد العزيزالدكتور عبد الرحمن بن عبيد اليوبي أُنشئت مدرسة جدة المتطورة لتعليم القيادة عام 1439 هـ داخل الحرم الجامعي وذلك تماشياً مع القرار السامي الصادر بتاريخ 06-01-1439 هـ، والذي أكد على اعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية، والبدء في إصدار رخص القيادة للنساء في 10-10-1439 هـ، بهدف تعليم القيادة المتزنة والآمنة للمرأة السعودية والتي أصبحت ركيزة أساسية في دفع عجلة التنمية وبناء المجتمع مواكبة بذلك رؤية 2030.

تعمل مدرسة جدة لتعليم القيادة المتطورة بجامعة الملك عبد العزيز على تقديم خدمات التدريب المتميّز للراغبين في الحصول على رخصة قيادة في المملكة العربية السعودية لتمكينهم من القيادة الآمنة وذلك من خلال التعاون مع الجهات المختصة وفق أفضل التقنيات والمعايير العالمية وبما يحقق عوائد ربحية واجتماعية مستدامة.
حول هذا الموضوع “البلاد” حاورت مديرة مدرسة جدة المتطورة لتعليم القيادة الدكتورة ندى بنت صالح بدوي والتي بدورها كشفت تفاصيل عديدة لدور مدرسة جدة المتطورة لتعليم القيادة للسيدات
وفي سؤال عن أبرز الإنجازات التي حققتها المدرسة قالت:المدرسة تعمل على تهيئة المتقدمات للحصول على رخصة القيادة وذلك بالتحاقهن وفق برامج تدريبية نظرية وعملية تناسب مستوياتهن كذلك حرصنا على اعداد فريق منظم من مدربات سعوديات مؤهلات وعلى مستوى عالٍ من الخبرة مهمتهم الأساسية هو تدريب وتأهيل المتقدمات ، كما أنه تم زيادة اعداد سيارات التدريب والمدربات ورفع الطاقة الاستيعابية للمتدربات في الفترة الصباحية والمسائية طيلة أيام الاسبوع إضافة الى يوم السبت ، كذلك عملت المدرسة على توسيع نطاقاتها بعمل برامج تعريفية بصورة مستمرة لمعظم الجهات الحكومية والأهلية وتعمل الآن على إطلاق مسارات خدمة المجتمع تخدم فيها فئات مختلفة من المجتمع كأصحاب الاحتياجات الخاصة والأيتام وشهداء الواجب وغيرهم مع توفير جميع الخدمات من مدربات وسيارات خاصة مؤهلة لخدمتهم. وغيرها الكثير من الإنجازات.

 
واستطردت قائلة: عن أكثر الصعوبات التي تواجه المدرسة والمدربات عند بداية انطلاق المدرسة، وهل تم التغلب عليها وكيف؟ أفادت أكثر الصعوبات التي واجهت المدرسة هي كثرة اعداد المتقدمات والضغط المتزايد على التسجيل ولكن بفضل الله تمكنا من تخطي هذه الصعوبات وذلك من خلال زيادة اعداد سيارات التدريب وكذلك زيادة الطاقم التدريبي بالإضافة الى تقليل فترة الانتظار للمتدربة بحيث تستطيع الانتهاء من البرنامج التدريبي خلال فترة وجيزة.
وفيما يتعلق بالمقاييس ومؤهلات المدربات قالت:هناك مقاييس ومؤهلات يجب ان تتوفر في المدربة منها ان مـدربة القيادة هي أساس التدريب وهي من تقوم بتمكين المتدربات من القيادة والخروج للطريق بطريقة سليمة، لذا لابد أن تتوفر لديها الكثير من المعايير فلا بد ان يكون لدى المدربة رخصة قيادة سعودية مع خبرة عالية في القيادة وأن تكون متمرسة لها بشكل يومي، كذلك تكون مؤهلة صحياً وسليمة جسدياً، ملمة بقوانين المرور والمنهج النظري المقدم من قبل المدرسة وتمتلك مهارات التواصل وان تتحلى المدربة بالأخلاق العالية والصبر ومعرفة التعامل مع أنماط الشخصيات المختلفة.


وحول التقنيات المتوفرة في مدرسة السيدات قيادة السيارة قالت: مدارس تعليم القيادة أنشئت للتعليم والتدريب على أسس صحيحة ومهارات مدروسة عالميا للسائق المبتدئ لتعليمه القيادة بشكل صحيح والتعلم خارج المدرسة يشكل خطراً على السلامة العامة إضافة لعدم نظاميته. لافتة إلى أنه من خلال تقنيات التدريب المتبعة في المدرسة نحرص على ان تكون المرأة نموذجا يحتذى به في القيادة الآمنة، لذا ننصحها بالآتي: ان تتوجه لمدارس القيادة المعتمدة في المملكة، وان تكون المتدربة مستعدة نفسيا وتتحلى بالصبر وان تركز في التدريب وتبتعد عن المشتتات وتقوم بمراجعة كل ما تتعلمه من المدربة للوصول لمرحلة التمكن، وان تتحلى المتدربة بالأخلاق المثالية للسائق والبعد عن التهور.
وحول الاجراءات التي تعتمدها المدرسة خلال فترة الجائحة لتسهيل استمرار العمل قالت:نعمل منذ فترة الجائحة على الالتزام بالإجراءات الاحترازية المقررة من وزارة الصحة ونتابع بشكل دقيق تطبيق كافة البروتوكولات الصحية في كافة مسارات المدرسة النظرية والعملية، وكل المتدربات يطبقن البرتوكولات والإجراءات الصحية.

وعن الخطط المستقبلية أو المشاريع المستقبلية لمدرسة جدة المتطورة قالت:المدرسة تعمل وفق أحدث التقنيات التعليمية العالمية وفي مواكبة مستمرة لكافة المجالات التي تهتم بقيادة المرأة وتمكينها من قيادة آمنة وصحيحة ونطمح للريادة العالمية على مستوى العالم في هذا المجال والمدرسة بطاقمها الإداري والميداني والتعليمي مؤهلة لذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *