كل الأحاديث مؤلمة، والأخطاء مزعجة، والمكابرة على عدم التعديل مرهقة. فريق يعاني ” فنياً ” ويترنح نحو الطريق ” المنحدرة ” واصلاً إلى المركز الرابع عشر بكل جدارة واستحقاق. وجماهير تحترق ” قهراً ” على وضعه وتنادي بكل الأصوات ” اااااه يا وحدة ” ألماً وحزناً، بعد موسمين مضت كانت تنادي نفس العبارة ابتهاجاً وفرحاً. لم يكن يتوقع أبسط المشجعين الوصول لهذا الحال؛ حتى لو تم التعمد في الأخطاء. تفريط في المكتسبات وسوء في بعض الخيارات..
والنتيجة هذا هو الحال. نتفق أن الاخطاء واردة، وقد نلتمس الأعذار لصناعها. ولكن يجب أن يكون هناك وعى وإلمام تام أن استمرارها ” مصيبة ” وعدم تعديلها ” كارثة ” قد تنسف كل الجهود والعمل الجبار السابق. فالمنظومات الرياضية الناجحة هي التي تعتمد في استراتيجيتها وخططها على العمل التراكمي المنظم، الذي يتصاعد وليس على العمل الوقتي والإنجازات الشخصية، فالجماهير تتذكر دائماً التعثرات أكثر من تذكرها للنجاحات الوقتية. عموماً .. هنا أوجه الحديث لجميع الجماهير الوحداوية، فالكلام والتعاطي في الأخطاء ومسبباتها في هذا التوقيت تحديداً، لن يعدل من الأخطاء بل يزيد الأزمات، وفي النهاية الضحية هو ” الكيان “. ادعموا اللاعبين ..حفزوهم.. شجعوهم، واستنفروا طاقاتهم.. اجعلوا الرسائل الإيجابية هي السائدة فقط خلال الفترة الحالية. ضعوا الثقة فيهم.. اجعلوا حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي ميداناً مزدحماً بالتفاؤل والقدرة على تجاوز الأزمة، واجعلوا حديث دعمكم لهم لا يعلو على أي حديث في الحصص التدريبية أو تجمعاتهم أو معسكراتهم. لابد أن يشعر اللاعبون أنكم معهم وخلفهم وسندهم؛ حتى في غيابكم عن المدرجات.. أوصلوا رسائلكم لهم بكل الطرق المتاحة، فأنتم الداعم الحقيقي للكيان.
اجعلوا هذا الدعم يستمر إلى آخر الجولات.. لا تتوقفوا فكلنا ثقة بأن يتحرك اللاعبون من أجلكم، وبكم سيحققون المستحيل وتتحطم بهممهم كل المهمات الصعبة.
أما الحديث الآخر فهو لإدارة النادي الموقرة .. فحتماً تعلمون وضع الفريق وصعوبة المهمة في ظل التنافسية الموجودة، ولم يتبق لكم حل متاح فعلياً إلا اللاعبين، فهم المفتاح الحقيقي لتجاوز المهمة، اقتربوا منهم أكثر..حفزوهم، تلمسوا مشاكلهم، واستمعوا لوجهات نظرهم.. عدلوا ما يمكن تعديله.. ارفعوا
الدافعية داخلهم.. اجتمعوا بهم خارج الأسوار، وبعيداً عن ضغط الحصص التدريبية.. وثقوا تماماً أنهم لن يخذلوكم وستفرحون سوياً بتجاوز هذه الأزمة.
بقعة ضوء
في الأزمات.. تتضح معادن الأوفياء.