إننا نعيش في زمن أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي في متناول الجميع، وبدأت الأمراض والعقد النفسية في البشرية بالظهور على هذه المنصات.
ومن ذلك حبّ الشهرة، والتي لا تكلفهم التضحية بالنفس في ساحات الفداء، ولا سنوات في المختبرات الطبية، ولا بحثا في معامل الاختراعات، ولا في تحقيق إنجاز علمي أو أدبي.
كل ما عليك فتح الكاميرا والرقص وسوف ينتقدك كثير من المجتمع لتصل إلى الترند في ساعات ثم يتابعونك، لتتسابق عليك الشركات بالدعاية والإعلان، أما الطريقة الأخرى فتلعب بهم على الوتر الديني أو الذوق العام أو الاعتداء على خصوصيات الآخرين، لتُفتح لك الشهرة من أوسع أبوابها.
هل سمعت بقصة الأعرابي، بينما الحُجّاجُ يطُوفون بالكعبةِ ويغرفُون الماءَ من بئرِ زمزمٍ، إذ قامَ أعرابيٌّ فحسَرَ عن ثوبه، ثمّ بالَ في البئرِ والنّاسُ ينظُرون! فما كانَ منهم إلا أن انهَالُوا عليه بالضّربِ حتى كادَ أن يموت، فخلّصه حُرّاسُ الحَرَمِ منهم وجاؤوا به إلى أمير مكّة فقال له: قبّحَكَ الله، لِمَ فعلتَ هذا؟! فقال: حتى يعرفني النّاسُ فيقولون هذا الذي بال في بئر زمزم”!
في أواخر الستينيات من القرن الماضي، تنبّأ الرسام الأميركي “آندي وورهول” بظهور وسيط إعلامي يوفر للشخص العادي حلم الشهرة السريع، وعبّر عن ذلك في إحدى مقابلاته بمقولته الشهيرة: “في المستقبل، سيتمكن الجميع من أن يصبحوا مشهورين شهرة عالمية خلال 15 دقيقة فقط”.
فاصلة:
سواء بقصد أم بدون قصد، نحن من صنع أولئك المشاهير، وحققوا ما يريدون، لكن للأسف أصبحت ظاهرة تتزايد بشكل كبير، وهذه هي الشهرة الرخيصة، بينما هناك من شهرته غالية الثمن، طريقها طويل وشاق وهي ثمار موهبة أو جهد وعمل بذل فيه الكثير. فالشهرة من سنن الله في البشرية ليست عيبًا، لكن إذا أعطيت لمن يستحقها.