إسمحوا لي أن أطرح عليكم بعد المقدمة والتعريف عن موضوع المقال .. يوم المرأة العالمي .. مجموعة من الأسئلة التي تستفز التفكير في البحث عن إجابات ومناقشات في لقاءاتنا الاجتماعية ومحافلنا العلمية.
تسجل وكيديا .. بأن أصل اليوم العالمي للمرأة كان حراكا عماليا نسويا لتحسين ظروف العمل والحقوق .. ثم أصبح حدثا سنويا اعترفت به الأمم المتحدة .. واحتفل العالم بهذا اليوم لأول مرة عام 1911.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك أيضا يوما عالميا للرجل يحتفي به في 19 نوفمبر من كل عام.
واعود وأسال: هل يكفي المرأة في مجتمعاتنا العربية بل وفي كثير من أمم الأرض أن ترفع لها الشعارات بالقول إنها الأم والأخت والزوجة والجدة الخ .. وهل يرضيها أن نقول لها مكانك المنزل وتربية الأولاد .. وهل يشبع طموحاتها بأن تكتفي بالاهتمام بالأسرة وتدبير المنزل .. ؟!
هل الأقوال التاريخية المأثورة التي تقال عن المرأة عندما نمتحدها بأنها بألف رجل .. ونعتبر ذلك وحدة القياس لتقييم أدائها وإنجازاتها ودورها في المجتمع .. ؟
هل العطور والهدايا والورود تعتبر تكريما للاحتفاء بيومها العالمي وتحقق الهدف والغرض من هذه الرمزية ..؟
لماذا صوت المرأة .. عالميا .. ضعيف وخافت في يومها المنتظر ويتولى الرجل الحديث عنها وعن طموحاتها وحقوقها ودورها في المجتمعات.
وتجدر الإشارة بقوة واعتزاز وفخر بأن مملكتنا الحبيبة في السنوات الأخيرة خطت خطوات جبارة في تمكين المرأة لأداء دورها الطبيعي في قطاعات الأعمال والدبلوماسية والتعليم والصناعة والتجارة وغيرها الكثير .. وكان لها الفضل في الإنجاز العظيم الذي تحقق في رعاية وتطبيب مرضى جائحة كورونا بتفوق لا نظير له.
والخبر الصادم الذي قرأته قبل ساعات بأن تقديرات مراكز البحوث والاستقصاء العالمية تقول بأن المرأة عالميا ستأخذ كامل حقوقها الوظيفية ومساواتها بالرجل بعد قرن من الزمان.
هل يعقل هذا ونحن في القرن الحادي والعشرين .. وامامنا نموذج مشرف وغير مسبوق من التحول الذي حدث بالنسبة لحقوق المراة في المملكة العربية السعودية في زمن قياسي وبجرأة وإقدام يتخطى كل العقبات والصعاب .. والأمر الآخر الملفت هو مدى الترحيب وقبول المجتمع السعودي لهذا التحول الحضاري الذي يتواكب مع رؤية وأهداف 2030 .. والتعامل معه بوعي وثقة بضرورته واهميته.
والخبر المثير الآخر .. إن التطور التكنولوجي السريع سيكون له القول الفصل في تغيير دور ووظيفة المرأة في الحياة عموما ودورها الاجتماعي والأسري في المستقبل .. حيث ستتولى المعامل والمختبرات ومراكز الحمل في الارحام الاصطناعية والتوليد الآلي بعيدا عن المرأة الأم .. كما أن تربية الأطفال تتم في مراكز ودور التطوير والبرمجة العقلية عبر سحب المعلومات الضخمة والتي تعالج وتنتج العقول وفق الطلب والاحتياج ورغبات الوالدين ومتطلبات أسواق الأعمال وصناعات المستقبل دون جهد أو عناء من الوالدين.
والطامة الأكبر أن هذا التحول سيطال مفهوم الحياة الزوجية والعلاقات الحميمة بسبب اقتحام الروبوتات الشبيهة بالبشر إلى غرف نومنا .. وتحل مكان الزوجة والصديق والرفيق والطبيب وعامل المصنع .. الخ .
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة على الأجيال القادمة ماهي ردود أفعالهم على هذه الطفرات التحولية في وظيفة المرأة في الحياة .. ودورها كزوجة وأم وأخت …الخ.
دعونا نعد الأجيال الجديدة للتعامل مع المستقبل بوعي ومعرفة ..حتى لا يصابوا بصدمة قاضية .. جراء طفرة تكنولوجية حياتية قادمة.