في صباح الاحد ٢٣-٧-١٤٤٢هـ هاتفني الزميل محمد الجحدلي حفظه الله ليطلعني على نبأ وفاة الاستاذ الزميل البنيان .. وقد اختنق بالعبرة تأثرا بفقده رحمه الله بل ولم يستطع الاسترسال في الحديث كعادته معي .. وبادرت بمهاتفة الزميل الاستاذ سليمان الفواز لينقل احر التعازي مني الى جميع اسرة التعليم الكرام .. وهو الذي اخذ على عاتقه جزاه الله خيرا عبء التواصل مع اسرة التعليم في الغربية .. وافادني بأنه قد علم بالخبر المحزن من الزميل الموجه التربوي البارز الاستاذ عثمان ملاوي ..
والاستاذ فهد لم يكن زميل عمل لي فقط بل وزميل صف عندما كنا ندرس في كلية التربية بمكة المكرمة .. وكان هو والزميل مكي الحربي مدير ثانوية الفيصل بجدة والاستاذ الشاعر محمد اسماعيل جوهرجي رحمه الله والاستاذ عبدالله العكوز رحمه الله من اقرب الزملاء اليَّ .. وكنا في حال رائع من التنافس على اكتساب العلم والمعرفة والثقافة في زمن جميل لا يتكرر .. خاصة واننا كنا نتتلمذ على اساتذة كبار مثل الشيخ محمد الشعراوي رحمه الله .. والدكتور فوزي البشبيشي رحمه الله.. وغيرهما ممن اخذونا في طريق محبة العلم والعلماء .. والمعرفة والثقافة.
ولما تركت عمل الجامعة بمكة المكرمة وجئت للعمل بتعليم الغربية .. وجدت الاستاذ فهد رحمه الله متقدما في زملائه حيث يعمل مديرا لثانوية جدة .. بكفاءة لا تنقصها الحماسة وحب التميز .. وكانت ثانوية جدة تحت ادارته تتبارى مع مدارس تتنافس على مستوى الوطن في تخريج افضل طلاب الثانوية العامة .. كثانوية الفيصل بقيادة الزميل مكي الحربي .. وثانوية بن خلدون بقيادة الزميل عبدالله هلال الذي تفرد بأن كانت جامعة البترول والمعادن تقبل طلابه من تقدير جيد جدا في وقت لا تقبل طلاب الثانويات الاخرى الا بتقدير ممتاز ..! وكثانوية الشاطئ بقيادة الاستاذ جميل عبد الجبار رحمه الله .. وثانوية مكه بقيادة الزميل الاستاذ عبدالله باحاوي زميل الصف في المدرسة الخالدية الابتدائية بمكة المكرمة.. والثانوية العزيزية بمكة المكرمة بقيادة الاستاذ الشاعر محمد الشبل رحمه الله .. وثانوية طيبة بالمدينة المنورة .. وثانوية الخليج بالشرقية .. وثانوية اليمامة بالرياض بقيادة الاستاذ عبدالرحمن العجاجي، ومن بعد الاستاذ حمد بن عبدالعزيز الدعيج .. وثانويه ثقيف بالطائف بقيادة المربي الاستثنائي الاستاذ صالح البليهد رحمه الله ..
ان فهد البنيان فينا رحمه الله (معاشر التربويين) ليمثل قامة طويلة تميزت بالهدوء، والنبل ، والاستقامة ، في زمن يقل فيه
الرجال امثاله .. رحمه الله رحمة واسعة والهمنا فيه واسرته من ال البنيان الكرام في مكة وجدة والمدينة المنورة حيث ووري الثرى، واين ما كانوا من تراب الوطن .. حسن العزاء والصبر .. “انا لله وانا اليه راجعون”.