مئات الرسائل وعشرات الأشخاص الذين نقابلهم في حياتنا اليومية، مع كل رسالة معلومة جديدة، ومع كل شخص خبر حصري يستحق أن يؤخذ بعين الاعتبار، لكن هل المعلومة صادقة؟ هل الشخص مصدر موثوق حتى نهتم بما يقول؟
ربما لا نستطيع أن نتجنب ذلك السيل الذي يمر بنا، ولكن حتماً نحن قادرون على أن نكون على قدر من الانتقائية لما نتحصل عليه من حكايات، نستمع إليها من أصدقاء، زملاء بالعمل، وربما أحيانا من محيط الأهل والأقارب .. ليس كل ما يردنا صحيحا، وهذا لا يعني التشكيك أو الانتقاص ممن ينقلون تلك المعلومات والنظر إليهم بأنهم أشخاص سيئين.
الكثير منهم لا ينقل الرسالة لنا إلا بسبب رغبة صادقة منه في أن يكون لها أثر إيجابي علينا، إلا أن عدم صدق تلك الرسائل يجعلها ذات تأثير عكسي، فبدلاً من تكون نافعة تصبح ضارة !، وهذه إشكالية حقيقة في حد ذاتها، يجب أن نتنبه لها.
هذا الأمر يأخذنا إلى أهمية مفهوم “المصدر”، من حيث الكيان والمصداقية، فبالاعتماد عليهما تكون لدينا القدرة على معرفة النافع من الضار في مختلف مناشط الحياة، وأقولها دون – أي – مبالغة إن القدرة على ذلك مهارة من المهارات الحياتية الضرورية، ويكون اكتسابها من خلال وجود الأساسيات التعليمية القوية، مع الرغبة الجادة على التحليل والبحث والاستقصاء وتتبع مسار تلك المعلومة والتأكد ممن قد نسبت إليه.
إن وجود المنصات الرسمية للجهات التي تنسب إليها المعلومات كفيل بأن يسهل عملية التأكد من مدى مصداقية المحتوى، وفي حال لم تكن لديك الرغبة في أن تسأل عن مدى الصحة، فأحرص على أن تقف عندك، ولا تكن أحد مراسلي “وكالة يقولون” كما يسميها البعض.
من الخطأ بمكان أن نبرر لأنفسنا عملية تمرير الرسائل، كما أن من الخطأ أيضاً تلقي أية معلومة باعتبار أنها صحيحة ثم القيام بنشرها، ففي ذلك تسليم لعقولنا، وإن حدث ذلك ؛ كانت الكارثة ! وأصبحنا معرضين لأن نكون ضحايا لتفريطنا بتلك العقول.