يوم المرأة

ماذا يعني يوم المرأة لنا؟

صادف يوم 8 مارس من كل سنة، أن يكون (يوم المرأة العالمي ) وقد يكون هناك كتّاب وكاتبات يتعرضون للموضوع، كلٌّ حسب وجهة نظره وسعة أفقه، ولكن لي أنا وجهة نظر أخرى، قد تختلف من حيث التحليل، ولابد لنا من إلقاء نبذة عن هذا اليوم العالمي ومتى نشأ، فقد قامت الأمم المتحدة بالاحتفال بيوم المرأة العالمي عام 1975 في 8 مارس من كل عام، حيث كان يتم الاحتفال به من قبل الدّول الأعضاء. منذ عام 2014 وإلى الآن، تحتفل أكثر من 100 دولة حول العالم بيوم المرأة العالمي؛ حيث يُعتبر عطلة رسمية في أغلب الدول الأعضاء، وتُقام حول العالم آلاف الفعاليات والمؤتمرات من أجل الاحتفال بيوم المرأة وإنجازاتها، ومن ضمن تلك الفعاليات مؤتمرات الأعمال، والعروض المسرحية، وعروض الأزياء، والعديد من الأنشطة الحكومية، وإقامة أسواق الحِرَف النسائية المحلية، حيث يتمّ دعم يوم المرأة العالمي من قِبل العديد من الشركات العالمية؛ تشجيعًا وتحفيزًا ومناصرة، لدور المرأة في المجتمع الإنسانيظ.

وقد كانت المرأة قبل عقود من الزمن مغيّبة عن الحضور المجتمعي، والبروز العلني. أما في عصرنا هذا فالمرأة طبيبة ووزيرة ونائبة في البرلمانات ومحامية ومهندسة، فقد زاحمت الذكور في المواقع العملية والعلمية، وأحيانًا تتفوق عليهم، فبعد أن كان (وراء ) كل رجل عظيم امرأة، أصبحت المرأة تجلس بالصف الأول مع العظماء؛ لأنها أصبحت منهم وقد تقود فريقًا كاملًا من هؤلاء، كأن تكون رئيس جامعة، أوعميدة كلية، أو حتى رئيسة وزراء، فقد خاضت المرأة جميع مجالات الحياة التي كانت حكرًا على الذكور، وأما على صعيد مجتمعنا المحلي، فقد بدأت المرأة تأخذ دورًا مفصليًا في الحياة العامة، وكلها أمل وطموح بأن تكون ركيزة من ركائز مجتمعنا مع مراعاة القيّم الدينية والاجتماعية والقبلية، فنحن بحاجة إلى امرأة لديها مقومات الإدارة ذات شخصية فذة، تستطيع مقاومة التيارات المنافسة لوجودها في المعترك العملي، ولن يكون هذا إلا إذا قمنا بتأهيلها وتوعيتها بدورها وأهميتها بالمجتمع، والتركيز على ترسيخ مفهوم” أنَّ العمل هدف عام أسمى من أهدافها الشخصية، فالعمل الجاد هو لبناء مجتمع قوي واعٍ متماسك، وكلما كانت دورات التأهيل والتوعية مكثفة، كلما حصلنا على عدد أكبر من الجادات والمجتهدات في المجتمع. في يوم المرأة العالمي، يجب أن يكون للمجتمع النسائي السعودي اليد الفاعلة والمؤثرة التي تنقل ضيق مفهومها بحدود الأسرة إلى سعة الفهم، بأنها جزء فعّال في المجتمع الذي تنتمي إليه، ولها دور أكبر من نظرتها الضيقة لمصلحتها الخاصة، لأنَّ مفهوم المواطنة هي تقديم ما يستطيع المواطن أوالمواطنة تقديمه لخدمة وطنه. نحتاج إلى تضافر الجهود وبذل الوقت في سبيل هذه التوعية.

كاتبة

البتول التركي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *