الدمام ـ البلاد
استغل أهالي الاحساء، حجارة الفروش البحرية المرجانية وحجارة الملح في بناء مساكنهم قديماً، والتي يتم باستمرار رشها بالمياه لحمايتها من التفتت بأشعة الشمس.
وأوضح المُعلم والباحث بالتراث المعماري إسماعيل آل هجلس، أن أبناء المحافظة استخدموا في بناء مساكنهم مواد البناء المحلية التي كانت تتمتع بخاصية الامتصاص فتختزن فيها المياه المكثفة من الرطوبة لتقليل درجات الحرارة المرتفعة.
وأضاف آل هجلس، أن البيوت التاريخية والتي بنيت قبل 450 عاماً تم بناؤها بحجر الفروش والطين المُعالج بالحرارة العالية، كما زُينت الأعمدة والجدران بالزخارف الجصية التي كانت تحتوي على الكثير من الرموز والأشكال. ولفت إلى أن أبواب المنازل ومداخل الغرف والمساجد كانت تُزين بآيات قرآنية مثل آية الكرسي والمعوذتين والشعر والحكم، كما أن الأقواس التي صُممت على واجهات المنازل كانت تحمل أشكالاً قمرية ومدببة ومفصصة.
كما تشكل الآثار ومباني التراث في الأحساء وقفة سياحية أخرى نظرا لما تحمله من عمق تاريخي في حقب مختلفة، فهي نماذج للعمارة بمفرداتها ،واشتهرت الأحساء بصناعات تقليدية مختلفة، منها : الدلة الحساوية، والقدور المكفتة، وأدوات الحدادة والنجارة، وصياغة الذهب بالدقة الحساوية البغمة أو المرتعشة، والخلاخل، والتراكي، فضلا عن صناعة السدو والحياكة.
يذكر أن مسجد جواثا يعد أحد المساجد التاريخية المشهورة في الأحساء، وهو ثاني مسجد صليت فيه صلاة الجمعة في الإسلام بعد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقع على بعد نحو 20 كيلو مترًا باتجاه الشمال الشرقي لمدينة الهفوف، وُبني أول مرة في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على يد (بنو عبد قيس) الذين كانوا يسكنون الأحساء آنذاك، ولا تزال قواعد هذا المسجد قائمة إلى وقتنا الحالي.