اجتماعية مقالات الكتاب

الفن والحياة

في ظل الواقع الجديد الذي اوجدته جائحة كورونا نحن في حاجة إلى طرق عيش مختلفة .. في حاجة إلى افكار جديدة .. نحن في حاجة إلى الكيفية التي سنتعامل بها مع بعضنا البعض .. وبقدر كبير من التعاطف والفهم والإدراك للتعبير عن مشاعرنا وفق ممارسات غريبة علينا وكيف نتفاعل فيما بيننا من خلالها .. ليس ذلك فحسب بل سيتعدى الامر من المحلية إلي العالمية بسبب سطوة وسائط التواصل الاجتماعي على حياتنا في البيت والعمل والمدرسة والمناسبات الاجتماعية. إلخ.

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن: هو من يستطيع ان ينقذ البشرية مما هى فيه اليوم .. ومن يضع الإجابات عن الاسئلة المطروحة على عقول البشر ..؟

وعلى من تقع المسؤلية لإيجاد الحلول والتفكير فيها ووضع قواعد ممارساتها وطقوسها .. حفاظا على صحتنا النفسية دون حرج او تجريح للمشاعر .. او عوائق لتعاملاتنا الاجتماعية وممارساتنا العاطفية ؟

هل هذه مهمة الساسة .. ؟ ام العلم .. ام علماء النفس البشرية .. ام الخبراء في المعامل ومراكز الابحاث ..؟
إنني ازعم وبقوة ان هذه مهمة الفن والفنانين والمبدعين وذوي الخيال والاحلام .. ومن يعيشون في وسط الكون بحثا عن جمالياته !

لقد اثبت التاريخ ان دور الفنانين والمبدعين والحالمين في الحياة ومستقبل البشرية كان عظيما .. ومثال ذلك دافينشي بابداعاته وافكاره ومخترعاته .. وزهى حديد بتصاميمها الهندسية الخارقة .. وغيرهما كثير .. لقد فتحوا آفاقا جديدة لحياة البشر ..
إنني ارى ان دور الفن والفنانين لا يقتصر على إظهار الحياة كما هي الآن .. بل الكيفية التي ستكون عليها الحياة في مستقبل الايام ..

الفن يحيط بنا من كل جانب .. بل يغلف حياتنا من فوقها وتحتها .. بدءا من فكرة طاولة الشاي والعربات والمركبات والطائرات والبواخر العملاقة .. إلى الروبوتات واجهزة الهواتف الذكية .. والإنترنت واجهزة الكمبيوتر والسينما والمسرح والتلفزيون .. الخ.
والموسيقي ايضا لها نفس مفعول الفنون البصرية .. فهي لغة الكون والشعوب .. وهي وسيلتنا للإستمتاع والراحة النفسية ..

ويمكن توظيفها لعلاج الشعور واللاشعور السلبي .. وعن طريقها يمكن بث روح الحماس وتحفيز النفوس البشرية وحتي الحيوانات .. والقضاء علي الضغوط والقلق والتوتر .. ولها ضرورة قصوي في توصيل الرسائل وسرد القصص الدرامية للكبار والاطفال ..
الفنون بجميع انواعها تؤثر إيجابا على العقل والصحة العامة .. وذلك من خلال النظر والإستماع والإحساس بما هو جميل .. من فنون وطبيعة وموسيقي.

الفنون تساعد علي تطوير قدرات التعلم وتحفز التفكير الإبداعي والبذل والعطاء وفعل الخي.. روتحسن من جودة الحياة وتحمي الشباب من مخاطر سوء السلوك والمعتقدات ..
واخيرا الفن هو ليس فقط ما تراه عيناك .. بل هو ما يفهمه عقلك .. ويعشقه قلبك .. ويجعلك تنظر إليه وتتفحصه وتفكر في تفاصيله .. ثم تستجيب بمشاعرك واحاسيسك لما تراه وتشاهده وتستمع اليه وتعايشه .. بحيث يضيف معنى جديدا للحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *