الدولية

لبنان استنزف محاولات الإنقاذ.. والحل في التدويل

البلاد – مها العواودة

توالت خلال الساعات الماضية موجة الغضب والانتقادات اللبنانية، تجاه ميليشيا “حزب الله”، ذراع إيران في لبنان، إذ شدد اللبنانيون على أهمية تخليص البلاد من قبضة الحزب الذي يرتهن للمشروع الإيراني، مؤكدين في الوقت ذاته تأييدهم لدعوة البطريرك بشارة الراعي لوقف التدخلات الخارجية وعرض قضية لبنان على مؤتمر دولي.
وتجمع آلاف اللبنانيين مؤخرا في باحة البطريركية شمال شرق بيروت، تأييدًا لدعوة الراعي إلى عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لإنقاذ لبنان، ما أثار انتقادات “حزب الله، الذي يريد مواصلة الهيمنة الإيرانية على مفاصل الدولة اللبنانية، مواصلة عرقلته لتأليف حكومة الإنقاذ.
وقال عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله، إن استنزاف كل محاولات الوساطة بتأليف حكومة إنقاذية، جعل الراعي يدعو لتدويل قضية لبنان بالتزامن مع وجود إحساس عام بأن الكيان اللبناني وصل إلى النهاية بسبب النظام السياسي الفاسد، ووجود مخططات لتغيير طبيعة لبنان العربي، مشيرا إلى أن تحركات البطريرك تأتي في محاولة منه للفت أنظار العالم أكثر إلى لبنان المنعزل عن محيطه العربي والمجتمع الدولي الصديق من أجل تحصين الكيان اللبناني ومساعدته في الحلول السياسية، مؤكداً أنه لا يوجد مخاوف من التدويل لخروج بيروت من الأزمة والانهيار.

ويرى رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام الشيخ خلدون عريمط، أن كلمة البطريرك الراعي هي خريطة طريق لإخراج لبنان من جاذبية النفوذ الإيراني المتمثل بذراعه العسكري “حزب الله”، ولإخراج لبنان من مستنقع النفوذ الإيراني، معتبرا أن إخراج لبنان من هذا المستنقع عن طريق مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة هي الطريقة الأفضل للإنقاذ في ظل هذه المرحلة الخطيرة والحساسة، مؤكدا أن دعوة البطريرك واضحة، هدفها إنقاذ لبنان برعاية الأمم المتحدة وليس وصاية على لبنان، فالمقصود المحافظة على البلاد والعيش المشترك والالتزام بوثيقة الطائف.
في السياق ذاته، أبدى العميد المتقاعد في الجيش اللبناني، النائب عن كتلة القوات وهبي قاطيشا، تأييده لطرح الراعي في نقل الأزمة اللبنانية إلى المستوى الدولي بعد عجز اللبنانيين عن التواصل فيما بينهم لبحث القضية اللبنانية في ظل وجود تحالف حزب الله مع التيار الوطني الحر ومصادرة القرار اللبناني، وإدخال لبنان في عزلة عربية ودولية ورهن مصيره لمصلحة الدولة الفارسية الإيرانية، مرجعا فشل كل المحاولات الداخلية لإنقاذ لبنان لسيطرة الفريق الحاكم على الأغلبية النيابية ورفضهم التحدث في موقع لبنان الاستراتيجي. وأضاف “أمام هذا التعنت بات أمامنا اللجوء إلى الأمم المتحدة لمساعدتنا وهو الحل الوحيد لإنقاذ لبنان من الوضع الكارثي لانتشاله من براثن الدولة الفارسية وإعادته إلى بيئته العربية”.

وشدد الوزير اللبناني الأسبق إيلي ماروني، على أن استمرار المنظومة السياسية الحاقدة والفاسدة في رهن لبنان لإيران ومحورها وتسليم القرار الداخلي لحزب الله دفع باللبنانيين للزحف إلى بكركي تأييدًا لغبطة البطريرك في طرحه مؤتمراً دولياً لحل أزمة لبنان، مؤكدا أنه لم يعد من خلاص إلا بهذا المؤتمر لأن السلطة أسقطت كل المبادرات الدولية والعربية وأدخلت لبنان في عزلة ويبقى في طرح بكركي أملاً للخلاص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *