ذكريات

فهد العرابي لـ(البلاد): الرؤية مصدر إلهام

حاورته – مها العواودة

التجربة الثرية والواسعة للإعلامي والأكاديمي والباحث وعضو مجلس الشورى الدكتور فهد العرابي الحارثي، أجبرتنا على تقليص محاور هذا الحوار، لكي يلم ولو سريعًا بمحطات عديدة بمشواره في خدمة الوطن. بداية، نشهد بأنه لم يتحفظ على سؤال، ولم نلحظ منه تبرمًا في إيضاح كل الحقيقة حول كل علامة استفهام طرحناها. تحدث بجلاء عن الإعلام المنشود والصحافة الورقية، والتحديات التي يجب عليها مواجهتها، والرؤية وتجلياتها واستراتيجية الإعلام الخليجي، التي أشرف على وضعها، ولم تنفذ معظم جوانبها، وفسر أسباب الحملات المتوالية على المملكة، وتجاربه في اليمامة، والوطن، وكورونا، وماذا فعلت بالمجتمعات، وكيف تعاملنا معها، وتحدث عمن وجه لها كلامه فى ” أنت قبيحة هذا الصباح “.. وفيما يلي تفاصيل حوار الذكريات ..

إعلام يليق بالرؤية والتحولات

• بصفتكم أحد المهمومين بصناعة الإعلام بحثًا وممارسة. كيف ترى أداء الإعلام السعودي بشكل عام بالنظر إلى التطور التقني وحجم الرسالة التي يضطلع بها في ظل رؤية 2030 وإنجازاتها المتلاحقة؟
– شهد الإعلام السعودي في السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً، لاسيما في ظل التحوّلات التي تعيشها بلادنا اليوم، سواء ما يتعلق بالإصلاحات الشاملة التي تفرضها «رؤية 2030»، أو ما يتعلق بالدور الإقليمي للمملكة المنسجم مع منزلة لبلادنا، ونفوذها الاقتصادي والاستراتيجي، ولا شك أن المملكة أدركت حجم المتغيرات التكنولوجية والتقنية، التي طرأت على صناعة الإعلام في العالم بأسره؛ بدءًا من الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، وتعلُّم الآلة والدرون وروبوتات الدردشة؛ لذا عملت المملكة على اللحاق بهذه المتغيرات ومواكبة التحوّلات الرقمية، وأخذت بأحدث النظم التكنولوجية في جميع وسائل الإعلام بما يساهم في التعريف بالتطور الذي يحصل في المملكة العربية السعودية، ويتماشى مع دورها المتعاظم كدولة ذات مكانة كبيرة سياسياً، واقتصادياً، وطرفا فاعلاً في مجريات الأحداث الدائرة على الساحتين الإقليمية والدولية.

اقتصاد ومجتمع المعرفة

• بالإضافة إلى مركز” أسبار” ترأسون مجلس إدارة منتدى” أسبار” الدولي الذي يهدف للإسهام في تأكيد أهمية التحول الشامل والسريع نحو مجتمع المعرفة والاقتصاد القائم على المعرفة وبيان العلاقة المتلازمة بين مجتمع المعرفة والتنمية المستدامة.. إلى أي حد تم تحقيق ذلك على أرض الواقع في توجهات الاقتصاد السعودي؟
– لا شك، أن إنشاء منتدى” أسبار” الدولي في 2016م (وهو إحدى مبادرات مركز أسبار) جاء متوائمًا مع ما تشهده المملكة من تحولات كبرى متمثلة في معطيات رؤية المملكة 2030 وتجلياتها المهمة التي أضحت اليوم مصدر إلهام للشباب ولجميع القائمين على الإنجاز والإنتاج في مختلف القطاعات، وقد حدد المنتدى منذ انطلاقته أهدافه وهويته، فقال عن نفسه: بأنه منتدى تنموي يهدف إلى المساهمة في دعم التحوّل الشامل والسريع نحو مجتمع المعرفة، والاقتصاد القائم على المعرفة، وبيان العلاقة المتلازمة بين مجتمع المعرفة والتنمية المستدامة، واستبصار دور المعرفة في رفع كفاءة القطاعات الإنتاجية والخدمية، وقدرتها الاستيعابية على تحويل المعرفة إلى اقتصاد، واستلهام التجارب العالمية الناجحة في التحوّل إلى اقتصاد المعرفة.

فيما تتمثل رؤية المنتدى في أن يكون في مقدمة المؤتمرات التي تقدم فيه الأدوات والآليات، والمنهجيات، والممارسات للجميع لجعل منافع المعرفة الاجتماعية والاقتصادية أمراً واقعاً متحققاً. أما رسالة المنتدى فتتلخص في أن يجعل أثر المعرفة على المجتمع أمراً ملموساً، وذلك من خلال خلق، وتكامل، وتحويل، واستغلال المعرفة لتكون الممارسة الأساسية للجميع، وعلى مدى دوراته السابقة. وقد وجد المنتدى الذي شارك فيه عدد كبير من المتحدثين، من كبار الخبراء على مستوى العالم صدىً كبيراً على المستوى العلمي والمستوى الثقافي والتنموي، وتصدرت أخباره وفعالياته الصحف المطبوعة ومواقع الأخبار الإلكترونية. كما احتفت به وسائل الإعلام المختلفة؛ فضلاً عن المنظمات والمؤسسات العلمية والاقتصادية.

كما نجح المنتدى في إطلاق عدد من المبادرات خلال السنوات الماضية أبرزها: كتاب “تحويل المستقبل: التوقع في القرن الحادي والعشرين”، ومبادرة العمل الحر، ومبادرة ابتكر وجائزة ابتكر، ومبادرة البيانات الضخمة، ومبادرة الحاضنة الإعلامية، ومبادرة الابتكار وتقنيات البناء، ومبادرة تصميم النماذج الأولية، ومبادرة معهد المستقبل، ومبادرة جائزة أفكار للمستقبل، ومعجم المصطلحات الأساسية للدراسات المستقبلية، وغير ذلك من المجالات التي لا يتسع المجال لذكرها.

الشورى.. تطوير ومزيد من الصلاحيات

• د.فهد اُخترتم عضوا في مجلس الشورى بدورته الأولى 1993 والثانية 1997 والثالثة 2001 .. كيف ترون تطور دور الشورى الرقابي والتشريعي منذ البدايات وحتى الآن؟
– تشرفت باختياري عضواً في مجلس الشورى، في العام ١٩٩٢، وقد كنت واحداً من 60 عضواً في الدورة الأولى من المجلس الذي أعيد تشكيله في هيئته الجديدة، بعد عقود من توقفه، وقد صدر نظام الشورى ضمن مجموعة أنظمة حديثة، منها النظام الأساسي للحكم ونظام مجلس الوزراء، وبفضل الله، استمرّرت عضواً في المجلس لثلاث دورات متعاقبة؛ مدتها 12 عاما، وحظيت وسعدت بإتاحة هذه الفرصة الثمينة لي لأشارك مع الصفوة المختارة من خيرة رجالات هذا البلد الكريم، في بلورة النظم والقرارات، التي تحكم الحياة العامة لبلادنا، وتوجه حاضرها ومستقبلها، نحو الخير والرفعة والتطور الإيجابي. وهي عضوية تكليف قبل أن تكون عضوية تشريف.

وأستطيع القول بأن هذا المجلس في صورته الحالية، قد تطور نحو الأفضل، وإن كان ببطء. فما من شك أن إعادة الحياة إلى المؤسسة الشورية في البلاد، شكلت حدثاً كبيراً على مستوى الداخل والخارج، فهي في الداخل جاءت استجابة لتطلعات الناس إلى قدر من المشاركة في الحياة السياسية في البلاد، وهي في الخارج وجدت ترحيباً كبيراً لدى الأوساط والمحافل الدولية التي كانت تتابع خطوات الدولة نحو التحديث والإصلاح بكثير من التقدير. لقد كان القرار محط تناول وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم. واعتبر نقلة مهمة جداً على مستوى الإدارة والحياة العامة للناس. وللحقيقة فإن المملكة كانت بحاجة إلى إصلاحات كهذه؛ لأن في إعادة الحياة إلى مؤسسات الحكم في البلاد بسلطاتها الثلاث دفعة مهمة نحو التنمية والاستقرار والأمن على المستقبل. وبرأيي، فإن تجربة الشورى في المملكة لا تختلف عن تجربة أي مجلس نيابي، أو برلماني، سواء في مراحل تطويره، أو في ممارساته لمهامه، بناءً على المعطيات السياسية، والظروف الداخلية للبلاد، وهذا لا يعني أنه ليس في حاجة إلى تطوير مستمر ومنحه مزيداً من الصلاحيات.

إعلاء حضور المملكة

• خلال عضويتكم في الشورى ترأستم لجنة الثقافة والإعلام ولجنة التعليم.. كيف ترون جدوى الفصل بين الثقافة والإعلام في وزارتين مستقلتين؟
– لاشك أن فصل الثقافة عن الإعلام في وزارتين مستقلتين يواكب التحولات الكبيرة التي يشهدها كل من الإعلام والثقافة في السعودية، التي أصبحت تمتلك صناعة إعلامية كبيرة، ومستوى كبيراً من التوسع في مجال الثقافة، وقد جاء هذا القرار داعماً لتطوير أداء كلا القطاعين للأفضل بما يحقق رؤية المملكة 2030، وأعتقد أنه بعد مرور نحو عامين على هذه التجربة، فإن تخصيص وزارتين مستقلتين للثقافة والاعلام نجح في منحهما المزيد من المهنية والتخصص، وأعلى من حضور المملكة ورفعتها عالمياً، وأعطاها فضاءً أرحب وجعل منها واجهة مهمة وكبيرة تليق بموقعها الديني والتاريخي في العالم العربي والإسلامي والدولي، لاسيما أمام من كانوا يعتبرون أن المملكة هي مجرد” بترول وإبل وخيام” فقط، ولا يعرفون عنها أشياء كثيرة؛ لأن حملات العلاقات العامة لا تفيد كثيرا، لكن عندما يتحول الأمر إلى منتجات ثقافية تعكس تراث البلاد وتاريخها، فإن ذلك هو ما سيلفت الانتباه، ويجعلها موضع اهتمام العالم.

إيجابيات الجائحة

• كيف ترون تجربة المملكة في التعليم” عن بعد”، كضرورة فرضتها جائحة كورونا؟
– أعتقد أن وزارة التعليم، وفي خضم الجائحة نجحت في مواكبة مستجدات العصر، وهي خيارات التحول الرقمي، فلكي تستمر العملية التعليمية في طريقها الصحيح، كان لابد أن تعتمد التعليم عن بعد، ورغم أن هذا النوع من التعليم ليس بجديد على العالم، حيث كان موجودا منذ فترة، لكنه حظي بسمعة غير حسنة في السابق اعتقادا من الناس أن التعليم التقليدي هو الطريق الصحيح والأفضل لاكتساب الخبرات والمهارات وتأهيل المنتمين إليه، ولكن أزمة كورونا دفعت إلى تحقيق أمرين مهمين في هذا العالم؛ الأمر الأول هو تسارع التقنية بطريقة غير مسبوقة بحيث أصبح العالم يلهث وراء هذا التسارع للحاق به بما يحقق مصلحته والأهداف التي يرمي إليها، واستطاع هذا التسارع الرقمي أن يحقق في ظل التباعد الاجتماعي الذي فرضته كورونا كثيرا من الأهداف، التي لولا هذا التسارع الرقمي لما تحققت، وأعتقد أن وزارة التعليم السعودية استطاعت أن تحقق أهدافا جيدة جدا في تحسين سمعة التعليم “أون لاين”، كما استطاعت الوزارة أن تحقق نجاحا عبر استمراريته بالشكل الجيد المطلوب رغم وجود بعض الصعوبات في البداية تمثلت في التنفيذ بالشكل المثالي، وصعوبة تقبل الناس والعائلات والطلاب أنفسهم لهذا النوع الجديد من التعلم.

تشكيك وحداثة

• توليتم رئاسة تحرير اليمامة لمدة 12 عاما… كيف ترون التجربة إجمالًا ومجلة اليمامة تحديدًا؟
– تعد فترة رئاستي لتحرير مجلة بحجم اليمامة، وبحجم مسؤوليتها الوطنية، وبحجم تاريخها العريق، من أهم محطاتي في صناعة الإعلام؛ كونها أكبر وأعرق مجلة في المملكة، ولا شك أنها كانت تجربة غنية في حياتي، تعلمت فيها أشياء كثيرة، ولله الحمد. وأزعم أنني استطعت خلال تلك الفترة وبمؤازرة زملائي أن نؤدي دوراً ملحوظاً في الإسهام في حركة التنمية، واستحثاث الوسائل والطرق المفضية إليها، ولاسيما في تلك المرحلة الساخنة جداً من عمرها، حيث أباحت اليمامة هامشاً أرحب في إعمال العقل والتفكير، كما أنها أتاحت فضاءً أرحب للمساءلة والمحاسبة والمراقبة والنقد، وهي أمور من أحوج ما كان يحتاجه مجتمع ناهض كمجتمعنا.

ونظرًا لتلك الجُرأة والتنوير، فقد عدّ بعض المسؤولين هدفنا هو التشكيك في مشروع التنمية، الذي كان على أشُدِّه يوازي ذلك اتهامنا من قبل المحافظين بأن غايتنا هي الإجهاز على ثقافة العرب وعلى تراثهم، لأن اليمامة كانت معقلًا للحداثة التي نعيش ثمارها اليوم، وأعترف بأن حل مشكلتنا مع المسؤولين كان أسهل بكثير منه مع المحافظين، فطالما أوضحنا مرارًا أن مهمتنا هي الوساطة الفعلية والعملية بين المواطن وصانعي القرار، منطلقين من خطوط شديدة الوضوح في الذهن وفي الضمير؛ استجابة لمتطلبات المجتمع. وفي هذا تأكيد على المحرك الذي يدفع الأداء الإعلامي إلى مسؤولياته المباشرة في ضبط التوازن الدقيق، في المعادلة الصعبة للتقدم والتخلف.

نفس التحديات

• هناك رأي يحمل جانبا من مسؤولية الواقع الذي آلت إليه الصحافة الورقية لتقصير مجالس الإدارات في تنمية واستثمار أصولها ورئاسات التحرير في التقاعس عن تطوير مضمونها وتحديث آلياتها أثناء عصرها الذهبي.. ماذا تقولون وقد كنتم رئيسًا لمجلس إدارة ورئيسًا للتحرير؟
– لا يكاد يمر شهر من دون أن نسمع عن أزمة مالية تواجه هذه الصحيفة أو تلك، أو عن تلويح بتوقف صحف كانت معالم بارزة في بلدانها وأحيانًا في المنطقة ككل، وتشير بعض الإحصائيات والتقارير الصحفية إلى تراجع عام في مبيعات الصحف الورقية في العالم مقابل ارتفاع مطرد في القراءات عبر الإنترنت مع تطور الصحافة الإلكترونية، ووسائلها بشكل متسارع. ووفقًا لتلك الإحصائيات يبدو أن تأثيرات التطورات التكنولوجية على الصحافة الورقية المطبوعة لن تكون تأثيرات محدودة وعابرة أو مؤقتة بل ستكون تأثيرات مستمرة لفترة زمنية طويلة غير قابلة لعكس اتجاهها لأسباب عديدة؛ من طبيعة المنافسة ونموها وتكاثرها المتواصل وخصائص الجيل الجديد من المستخدمين الذين لم تعد تربطهم أي علاقة بالورق، وأصبحت الشاشات هي مصدرهم للمعلومات والأخبار والترفيه؛ يضاف إلى كل ذلك تقلص الدخل الإعلاني، والانخفاض في نسب التوزيع والمقروئية، لكن هناك جانب آخر يتعلق بأن عددًا من الصحف لم تقم على أسس تجارية صحيحة، وإنما لخدمة ملاكها من رجال الأعمال ومصالحهم، مما عرّضها للكثير من الضغوط والتجاذبات بشكل أجبر الكثير من الصحف حول العالم على إجراء خطوات لإعادة الهيكلة وتطوير طريقة إدارة أعمالها، وقد اتخذت إعادة الهيكلة هذه أشكالاً متعددة للتأقلم مع الواقع الجديد؛ كالتوقف التام، أو الاندماج مع صحف أخرى، أو التحول إلى صيغ رقمية، وخفض عدد الوظائف، وتسريح مئات الموظفين. والصحافة الورقية في المملكة لن تكون استثناء، فهي تواجه اليوم التحديات نفسها وليس أمامها إلا مواجهة هذه التحديات، ومحاولة الخروج منها إلى بر الأمان، وذلك بإيجاد البدائل المتلائمة مع متطلبات القارئ اليوم وعاداته الجديدة.

التنفيذ ليس مسؤوليتنا

• ترأستم الفريق العلمي الذي أعد مشروع الاستراتيجية الإعلامية لمجلس التعاون الخليجي لعشر سنوات والتي بدأت 2010 وانتهت العام الماضي.. هل كانت هناك استراتيجية إعلامية خليجية؟ وهل طبقت؟ ولماذا؟
– ظهرت الحاجة إلى إستراتيجية إعلامية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، انطلاقاً من أهميةِ الدور الذي يؤديه الإعلام في خدمة مصالح الدول والتجمعات والمنظمات. وتتمثل أهمية الإستراتيجية في كونها مرشداً، وموجهاً وإطاراً مرجعياً للإعلام الخليجي، وتُسهم بذلك في تكوين أنساق معرفية وفكرية، وقيمية وسلوكية، منسجمة ومتماسكة لدى مواطني دول المجلس، وتكون بذلك أداة ناجعة لتقوية الروابط، وبناء الثقافة المشتركة، وبلورة الهوية الخليجية كما توفر الإستراتيجية منطلقاً يسهم بشكل فاعل في إيجاد إحساس مشترك بتاريخ الخليج، وإيجاد فهم مشترك لواقعه، وتكوين رؤية مشتركة لمستقبله.
وقد أوكلت مهمة إعداد هذه الاستراتيجية إلى مركز” أسبار” الذي بادر إلى تشكيل فريق علمي من المختصين والخبراء الذين عكفوا على دراسة الدساتير والوثائق والأنظمة والتشريعات في دول المجلس وذلك للتعرف على الأطر النظامية التي يعمل في ظلها الإعلام.

وقد تمخض عمل الفريق الذي استمر لمدة سبعة شهور عن صياغة رؤية إستراتيجية للإعلام الخليجي، تدعو إلى إعلام محترف يدفع مجتمعات دول المجلس نحو الوحدة، ويعزز علاقاتها بالعالم، وبناء رسالة يمكن أن تؤطر عمل مؤسسات الإعلام العامة والخاصة في دول المجلس، تعمل على ” تقديم إعلامٍ متطورٍ، يخدم مصالح دول المجلس وشعوبها، ويرسم صورة إيجابية عنها، ويمتلك الموارد البشرية والمادية والتقنية اللازمة، علاوة على تحقيق عدد من الأهداف الإستراتيجية، منها: تعزيز التعاون، وترسيخ الهوية الخليجية والعربية والإسلامية لدول مجلس التعاون، وتعميق المواطنة الخليجية. إضافة إلى دعم ترابط المجتمع الخليجي وأمنه واستقراره، وتنمية الوعي المجتمعي العام لدى المواطنين والمقيمين، علاوة على دعم التعاون والتكامل بين المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في دول المجلس، وقد قدمت هذه الاستراتيجية باسم المملكة إلى مجلس وزراء الإعلام في دول الخليج، ثم إلى مجلس وزراء الخارجية، ثم أقرت في قمة أبوظبي في العام 2010م. أما بخصوص جهة التنفيذ، فلم يكن من مسؤوليات مركز أسبار.

باريس والنساء

• أصدرتم عام 2012 نصوصًا قصصية بعنوان “أنت قبيحة هذا الصباح ” وقبلها وبعدها كتبًا في مجالات شتى.. لماذا السرد ولمرة واحدة لا قبلها ولا بعدها.. وكيف اُستقبل هذا العنوان الحاد من قبل مكونات المجتمع؟
– أعتبر كتابي “أنت قبيحة هذا الصباح” من أبرز أعمالي الأدبية التي لقيت إقبالا كبيرا من كافة أطياف وشرائح المجتمع، ولاسيما النساء، اعتقادا منهن أنني أتحدث عنهن، لكني تحدثت فيه عن مدينة باريس وبعض التحديات التي واجهتها المدينة لأسباب الإرهاب.
وهذا العنوان هو عنوان إحدى قصص المجموعة التي تضم قصصا أخرى، كنت قد كتبتها في فترات متباعدة. فالسرد كان من أساليب الأدب التي تجذبني وتغريني بالكتابة.
ومن تلك النصوص القصصية: “علي والكلب، السكين، مجنون، عوض الخمشة، الجنازة، مطر، تشعله بالغي، موسيقى، الزنزانة رقم 6، القمل هو المسؤول، رسالة من قتيل الباخرة، الرد من “مجنون القاهرة”، الزحمة، فلان، الحب أحلى، نوم، بوسعك أن تموت، مجرد كلام”.

إعلام فاعل في مواجهة الحملات

• في ظل الهجمات الإعلامية المتزايدة حاليا على المملكة.. ما هي الروشتة العلاجية التي ترى على الإعلام السعودي أن يسير عليها؟
– منذ تأسيسها وطوال تاريخها، شهدت المملكة- ولا تزال- حملات ممنهجة أو غير ممنهجة من الهجوم الإعلامي عليها، ونعرف جميعا أن معظم هذه الحملات يعود للمواقف الثابتة والواضحة لهذه البلاد تجاه كل القضايا الإسلامية والعربية، ووقوفها الدائم والشجاع مع الحق والعدل الذي لا يروق للبعض، وأحيانا يكون الهجوم لمجرد الارتزاق الإعلامي، أو لأسباب الغيرة والحسد. ولأن الصراخ على قدر الألم كما يقولون، فإن هذه الحملات التي لم تسلم منها؛ لهي الدليل الأكبر على الواقع المشرف الذي فرضته المملكة والمكانة التي تبوأتها والنهضة التي تشهدها في كافة المجالات، والتي لم يكن ينقصها، إلا أن يرافقها إعلام يحكي واقعها، ويكتب تاريخها، ويدافع عن مصالحها؛ ليكون خير ممثل لدولة بهذا الثقل الديني والسياسي والاقتصادي على كل المستويات، العربية، والإسلامية، والعالمية. وحتى نواجه هذه الموجة الإعلامية في الحرب على بلادنا، فنحن بحاجة إلى حشد إعلامي يتصدى لها؛ إظهارًا للحقيقة والحق، وبالتالي ينقل المعلومة الصادقة عنها، ويعكس واقعها ويبرز صورتها الحقيقية. وهذا الحشد يجب أن تتكامل فيها المؤسسات الإعلامية الرسمية والمؤسسات الإعلامية الخاصة التي يملكها سعوديون ووسائل الإعلام الجديد التي يشارك فيها المواطن القادر والمؤهل لحمل رسالة المملكة ونقلها للآخر. فمكانة المملكة الكبيرة وجهودها الواسعة؛ سياسياً واقتصادياً وإنسانياً، ومواقفها ينبغي إبرازها والتسويق لها، فهذه المرحلة من أهم المراحل التاريخية التي يجب العمل فيها على تفعيل الإعلام السعودي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *