رياضة مقالات الكتاب

تحديد الكل

فيلم الأسبوع في دورينا، هو فيلم مباراة النصر والشباب، وحادثة العنصرية- التي لم تنته تحقيقاتها حتى كتابة هذا المقال- وما تبعها من ردود أفعال في المنصة من مسؤولي نادي الشباب، كان أطرافها لاعب الشباب سيبا، وحسين عبدالغني المدير التنفيذي لفريق النصر، ورئيس الشباب خالد البلطان، والشخص الذي كان بجانبه.
لن أطيل الحديث عن العنصرية المقيتة، التي يحرمها ديننا، وجميع قوانين اللعبة حالياً، فأمرها مفروغ منه، إن ثبتت، وسيعاقب فاعلها بلا شك، كما سيعاقب من شتم وأحدث البلبلة السلبية البعيدة عن المنظر الحضاري الذي ترسمه القيادات المسؤولة، وليس لدي أدنى شك في اللجان المختصة، فلم أكن، أو سأكون، من مهووسي المؤامرات الذين ابتلينا بهم، ولكن مشكلتي تكمن في أمر آخر.

مشكلتي تكمن (كالعادة) مع عدد كبير من الزملاء الإعلاميين، الذين تبنوا مبدأ “أنا وأخويا على ابن عمي ، وأنا وابن عمي على الغريب” في تعاطيهم مع الموضوع؛ حيث اتجه الطرفان من إعلاميين، و مؤثري التواصل الاجتماعي إلى حملة إظهار حسين وخالد، بالمظهر الملائكي الكامل، وهو أمر لا يحترم ذكاء المتلقي، فكلنا نعرف سلبيات الشخصيتين، والجدل المتكرر الذي يثيرانه، فيجب أن نفرق ما بين أداء الكابتن حسين واحترافيته التي ميزته عن غيره (كلاعب) ، وما بين تجاوزاته، والجدل الذي أثاره خلال فترة لعبه؛ من خلال العديد من المواقف، ومابين قدرات أ. خالد الإدارية وتأثيره الإيجابي على نادي الشباب عند تواجده، والجدل الذي يثيره بتصريحاته وبعض مواقفه التي تتنافى مع مركزه كرئيس نادٍ عريق.

ماذكرته أعلاه، لايعني أن أعاقب الشخص، ولا أتقبل منه أي أمر إيجابي؛ بسبب أمر سلبي قام به في السابق، فهذا أمر خاطئ، وظالم للأشخاص وغير احترافي في العمل، وللأسف أن أغلب من تبنوا حملة (المظهر الملائكي) يقيمون ويتعاملون مع الأفراد في المواقف بنفس القاعدة فلا يتقبلون أي كلمة لمن عارضهم بحجة المواقف السلبية السابقة، فكل موقف وحالة يجب أن يتم التعاطي معها على حدة، وبدون محاولة نفي أي أمر سلبي عن صاحبها، أو بمبدأ تحديد الكل.

الطروحات التي تعاطت مع موضوع” سيبا” أهملت الأمرين الأساسيين في نظري، وهما حالة التلفظ العنصري وإثباته، وتداعياته على سمعة كرة القدم والرياضة السعودية، والأمر الآخر هي تصرفات بعض المسؤولين التي لا تليق بمركزهم ودورهم ومكانتهم؛ خصوصاً بعد أن ارتحنا من نزولهم إلى الملعب، ولكن تحولنا إلى سماع أصواتهم وما يقولونه في ظل غياب أصوات الجماهير، وتحويل الموضوع للأسف إلى موقف تنطبق عليه المقولة الشعبية الشهيرة في مصر الحبيبة “أصل المرحوم كان غلطان” مبتعدين عن المشاكل الحقيقية الناتجة عن هذا الموقف.
بعُد آخر
الشخصنة وانعدام الحيادية في الطرح أمران لا يليقان بالإعلامي.
@MohammedAAmri

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *